هل يحضر الرئيس مرسى جنازة عمر سليمان؟ مصر تنتظر زيارة الرئيس الإخواني ضريح عبد الناصر في ذكرى ثورة يوليو ترتيبات وإجراءات سريعة وعاجلة، تجرى على قدم وساق، للانتهاء من نقل جثمان نائب الرئيس السابق اللواء عمر سليمان، الذى يصل إلى مصر، فجر اليوم (السبت)، على متن طائرة خاصة، حسب ما صرح به اللواء حسين كمال، مدير مكتب اللواء عمر سليمان. ومن المقرر أن يتم تنظيم جنازة عسكرية لتشييعه بعد ظهر اليوم، من مسجد آل رشدان، يحضرها المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأعضاء المجلس العسكري. وبمجرد الإعلان الرسمي عن عمل جنازة عسكرية للراحل عمر سليمان، والتساؤل الأهم في الشارع المصري هو: هل سيحضر الرئيس محمد مرسي جنازة عمر سليمان؟ يأتى هذا السؤال ضمن أسئلة أخرى يطرحها الشارع السياسي والرأى العام ولا تكف عن التدافع، منها كيف سيتعامل الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية مع حادثة وفاة عمر سليمان.. هل يهمله تماما ويتغافل عنه؟ هل يعلق عليه سلبا أو إيجابا؟ وهل يتم التعامل مع جثمان عمر سليمان بما يليق به من منطلق القواعد الراسخة في احترام رجال العسكرية المصرية وتوقير مقامهم في حال الوفاة؟
الأسئلة السابقة كلها تصب في محور واحد يتعلق بكيفية الفصل بين طبيعة ومهام رئيس الجمهورية بحكم منصبه والمسؤوليات الملقاة على كاهله، وبين انتمائه السياسى ومرجعيته الفكرية وتوجهه الدينى على السواء.
فمنذ ألمح الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، فى خطابه الأول الذى ألقاه بميدان التحرير، إلى فترة الستينيات بقوله «وما أدراك ما الستينيات»، في إشارة ذات دلالة إلى ما تعرضت له جماعة الإخوان المسلمين من تنكيل وإعتقال خلال فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أثارت تلك العبارة مخاوف كثيرين من تعامل الرئيس مع ما أصبح ثابتا ومستقرا في العرف والضمير الوطنى والقومي وفق الميل الشخصي أو الهوى السياسي، وخلال الفترة الماضية تتعلق أنظار جموع الشعب المصري بتصرفات وسلوكيات رئيسهم المنتخب إزاء الأحداث الجارية والمستجدات المتلاحقة على الساحة، وآخرها وفاة نائب الرئيس السابق ورئيس المخابرات العامة المصرية السابق اللواء عمر سليمان.
أما الاحتفال بثورة يوليو وضباطها وزعيمها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، من المناسبات الرسمية الراسخة في الوجدان الشعبي، وينتظر المواطنون في كل عام الكلمة التى يلقيها رئيس الجمهورية في هذه المناسبة احتفاء واحتفالا بثورة وطنية قومية محفورة فى ذاكرة ووجدان الشعب المصرى.
فهل يتغافل أو يهمل الرئيس مرسى هذه المناسبة -وهو ملزم بالتعامل معها كما يقتضي لرئيس جمهورية منتخب أن يتعامل مع الثوابت الوطنية والاحتفالات الرسمية- أم يحترم التقليد الرسمى والواجب التاريخى ضمن المهام المكلف بها رئيس الجمهورية، ويلقى كلمة بهذه المناسبة ويقوم بزيارة قبر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ويضع إكليلا من الزهور عليه؟ كلها أسئلة مشروعة ومطروحة تنتظر إجاباتها مما سيقوم الرئيس بفعله والقيام به خلال اليومين القادمين، وستكون هذه الإجابات -حال صدورها إن صدرت- مؤشرا بالغ الدلالة على وعي الرئيس وإدراكه بمقتضيات الفصل بين مهام الرئيس ومسؤولياته تجاه شعبه الذى انتخبته أغلبيته وبين مرجعيات الرئيس وميوله وانتمائه الدينى أو السياسى أو الفكري.
وسنرى هل رئيس الجمهورية هو الدكتور محمد مرسي (الإخواني) أم محمد مرسي الرئيس المنتخب رئيس كل المصريين؟