بداية ارجو من كل من سيتفضل بقراءة هذا المقال الا ينتهي منه و هو يسب كاتبه بالدارج من السباب او يبدع هو فيه .. لان في هذا النقال سأحاول ان افند واقع هو بالفعل ملموس .. و لكن تعجز بعض العقول عن ادراكه و تفشل بعض العيون في ابصاره و تكتم بعض الالسنة عبارات الاعتراف به .. ليت الثورة ما قامت .. ليت مبارك مازال حاكماً .. ليت النخبة التي صعدت على الساحة السياسية و الاجتماعية في هذه المرحلة الحالية ما كان قد كُتب لها الصعود .. اشعر بك قارئي المحترم تهم باطلاق قذائفك السِبابية .. و لكن مهلاً فهل الحقيقة مؤذية الى هذا الحد و هل التضليل و التغييب ممتعين الى هذه الدرجة .. يحق لي مع كثيرين التساؤل لماذا قامت الثورة ؟ امن اجل ان تُنهي للعسكر مشروع التوريث الذي كان يؤرق واقعهم و يهدد مستقبلهم و يجرح كبريائهم .. ام انها قامت ليدير الاحداث و التغيير المزعوم من يدعمون الطائفية و ممارسات التمييز و يعملون على ترسيخ الانقسام المجتمعي و توسيع مداه .. هل مبارك يختلف عن جنرالاته او حتى عن الرئيس مرسي .. على ارض الواقع في الامور التي يمارسها العامة و تؤلمهم و تُضيق عليهم حياتهم بالتأكيد لا فارق .. قد يقال ان مبارك فاسد لن نختلف و لكن من ادراك ان جنرالاته ليسوا بفاسدين او ان الرئيس مرسي لن يكون اشد فساداً .. ولا تحسب ان الفساد هو فقط استحلال لمال الدولة و حق الشعب و كرامة الوطن و ثرواته .. فالخداع فساد .. و المتاجرة بالدين فساد .. و الانتهازية و الميكافيلية فساد .. محاباة شأن الجماعة على شئون الوطن ايضا فساد .. والثورة لم تقم لتحل فساد محل فساد .. حتى و ان كان اقل حدة و اوهن قدرة و رغبة .. على الاقل هذا ما هو دائر حتى الان .. نعود و نكرر ليت الثورة ما قامت و مبارك ما ترك قصره و عرشه .. فالدم الذي سال تعاونت قوى عدة لاهدار حق و ثأره و منهم من يدعي بطولة زائفة الان .. و هناك حقيقة شئت ان تعترف بها او تغاضيت عنها هذا شأنك مضمونها .. ان الرئيس مرسي و الى الان هو من الوهن و العجز و لن اقول التواطئ و المتاجرة ما يجعل وضع الامل فيه على اقرار حقوق الشهداء هو امل اقرب منه الى الهذيان .. و كذلك النُخب التي صعدت لتجني تمرة التضحيات بالدم اغلبهم كان في عهد مبارك اما ساكنين للشقوق و السراديب او اسرى للأنطواء و المشاهده من على بعد او محافظين على اماكنهم في حلقات التهليل و النفاق للرئيس و حاشيته و الان كل هولاء يدعون البطولة .. و الابطال الحقيقون منسيون يستخدم البعض اسمهم كل فترة لا للتذكير بهم انما للمتاجرة بذاكراهم و جني المزيد من المكاسب و الارباح .. فالثورة التي قامت لم تغيير واقعاً و الدم الذي سال لم يحقق امل التغيير المنشود.. فقط تغيرت بعض الاسماء و تبدلت بعض الوجوه و بقى و سيبقى من هم كانوا ولازالوا و ربما يبقوا الى حين منسيون مهملون مُتلاعب بهم و ان تعدد و اختلف اللعبون و هم عموم المصريون الذين بقوا على حالة من المعاناة و الالم و الاكتئاب لان ما من شيئ في واقعهم قد تغير .. و لولا شيئ من ايمان و منطق يمنعاني من القول ليت الثورة ما قامت فلربما كانت الارواح الذي ازهقت غدرا و تاجر الكل بدمها علنا و عمداً بقى اصحابها في احضان اهاليهم و المتهمين بامر وجودهم و لكنها يقيناً ارادة الله و فضله عليهم ان جعل الشهادة اخر لقاء لهم مع الدنيا .. و مع كثرة حلقات دراويش الثورة على مدار عام و يزيد و حلقات مضادة للدروشة لانصار مبارك النظام و ليس مبارك الشخص .. تبقى حقيقة ان مصر لم تتغير وربما لن تتغير على المدى القريب و ستبقى في انتظار .. قائد لا طامع او متواطئ .. و فرسان للحرية لا متاجرين بها في انتظار ثوار بحق لا مجموعة من مراهقي السياسة ما ان تلوح لهم بشائر النصر حتى يغرقوا في الانقسام و الاختلاف و حب الظهور .. و شعب يدرك معاني لم تزل غائبة عن اغلبنا .. ان معاني التدين ليس المقياس الشكلي هو العلامة الاكيدة لها .. و ان ممارسات شعائر التدين هو امر بين الله سبحانه و القائم بهذه الشعائر و لكنه ليس وسيلة تمنح صاحبها رخصة الصواب الدائم لافعاله و الانتقاد المُحرم لممارساته .. و الى هذا الحين استأذنك ها الحين فعندي لقاء مع مجموعة من دارويش الثورة .. و مدد يا ثورة مددددددددد