قال رضا فهمي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى عن حزب الحرية والعدالة، إنه ينظر للزيارة التي تقوم بها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لمصر بنظرة «ريبة وتشكك»، فهي تأتي بعد زيارة مرسي للسعودية لتعميق العلاقات العربية وقبيل زيارته للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فهي محاولة لقياس «عضلات» الرئيس الجديد ومدى قدرته على اتخاذ جملة من القرارات في صالح الشعب المصري، حتى لو تعارضت في صالح القوى الكبرى. وأضاف فهمي، اليوم الأحد، في لقاء تليفزيوني صباح اليوم الأحد، أن انتقال كلينتون من القاهرة لإسرائيل يؤكد أنه لا جديد في جعبة أمريكا التي تطرح نفس الملفات القديمة، مشيرا إلى أنه ما لم يكن هناك طرح جاد فيما يتعلق بعلاج الصراع العربي الإسرائيلي وعودة الحقوق المنهوبة، فنحن غير معنيين بالتعامل مع إسرائيل، كما أن أمريكا ما زالت مترددة بشأن الديمقراطية الجديدة في الداخل المصري، ولم تحسم أمرها باتجاه المحافظة على مكتسبات الثورة أو علاقات أفضل مع النظام القديم والمجلس العسكري .
ومن جانبه، قال وحيد عبدالمجيد، المتحدث الرسمي باسم الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور والمستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة كلينتون «استطلاعية» للتعرف على مسألة الصراع على السلطة، خاصة أن الجزء الأكبر من الإدارة الأمريكية يميل إلى تسليم السلطة لرئيس مدني منتخب، فيما يعد المجلس العسكري الخيار الأفضل للبنتاجون ووزارة الدفاع .
وأضاف المجيد، أن جماعة الإخوان المسلمين تتحمل مع المجلس العسكري مسئولية الوضع بالغ الخطورة الذي وصلت إليه مصر، بإصرارها على الدفع بمرشح للرئاسة ظنا منها أنها أصبحت مقبولة دوليا، دون الالتفات إلى أن هناك قوى سياسية تتربص بالرئيس «الإخواني» منذ اللحظة الأولى وتريد إسقاطه، ووصل بها الحال للمطالبة بانقلاب عسكري.
ومن ناحيته، قال الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، إن زيارة هيلاري كلينتون لمصر عقب زيارة الدكتور مرسي للسعودية ليست من قبيل «الصدفة» ولكنها جزء من ترتيب لطمأنة أمريكا بأن سياسيات التعاون الاستخباراتي التي كانت تجمع مصر والأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل ثم السعودية والإمارات، مازالت مستمرة، والدليل مصاحبة رئيس المخابرات لمرسي في زيارته للسعودية، مثلما كان يرافق عمر سليمان الرئيس المخلوع.
ورفض السناوي محاولة كلينتون بأن تكون «حكما» بين السلطات وإطلاق تصريحات لم تكن تجرؤ على إطلاقها في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، بإشارتها إلى أن دور المجلس العسكري هو حماية الأمن القومي، متسائلا: هل ستحدد واشنطن اختصاصات الجيش.
وحذر السناوي من تحول مصر إلى «مستعمرة أمريكية»، والحل يكمن في الاستقلال الوطني بالتوافق الداخلي على تشكيل حكومة ممثلة لكافة القوى السياسية، وأن تتعامل الدبلوماسية المصرية من منطلق «الندية» و«الاحترام»، مشيرا إلى أن مصر الآن تقع بين خطر إنقلابين أحدهما «عسكري» والأخر «إخواني» وكلاهما يقضي على الديمقراطية ومكتسبات ثورة 25 يناير، والاثنين سواء بالنسبة لأمريكا التي لا تعتني سوى بمصالحها .
وخلال اتصال هاتفي قال حمدي الفخراني، عضو مجلس الشعب السابق، إن عنوان المرحلة الحالية هي «الإخوان والأمريكان ايد واحدة»، خاصة وأن هناك رضاء امريكي تام على حكم الإخوان، ولكن الخوف من بدء عمليات بيع أراضي سيناء للفلسطينين في غزة لتمرير الدولة الفلسطينية البديلة على أرض سيناء، وأمريكا جاءت من أجل اسرائيل ومصالحها، بحسب قوله.
ورفض الفخراني الزيارة التي قام بها الدكتور مرسي للسعودية في ظل فراغ دستوري وعدم وجود حكومة او برلمان، رافضا اي محاولة للتصالح مع مستثمرين سعوديين استولوا على أراضي مصر بثمن بخس.
ورفض رضا فهمي التعليق على مكالمة الفخراني واتهامه للاخوان بأنهم يد واحدة مع أمريكا، واصفا الأمر ب«المهاترات» التي لا تستحق الرد، وهو ما أيده أيضا الدكتور وحيد عبدالمجيد.