خير اللهم اجعله خير.. تقدم لنا السينما فيلمًا مختلفًا إلى حد ما عن المألوف، الفيلم كوميدى كأغلب الأفلام، وهو يحمل عيوب الكوميديا المصرية المعروفة من المشاهد المرتجلة الأقرب إلى الاسكتشات، واستخدام كثير من الإيفيهات للإضحاك. ما علينا، السينما لا تتغير ككل شىء فى مصر، ولكن للإنصاف داخل الفيلم حالة مختلفة تحاول كسر قواعد الواقع بلمحات من كوميديا الفانتازيا، كما يكسر الفيلم بحساب تابوه تجسيد السينما للعالم الآخر والجنة والنار.
الفيلم يستخدم تيمة بسيطة هى سعى البطل للتوبة والبحث عن الغفران ممن أساء إليهم فى الماضى بعد ظنه أنه سيموت فى خلال 30 يومًا، وبالتوازى يسعى البطل من خلال الأحلام كشف مصيره بعد الموت.
الفكرة تعثّرت أحيانا بسبب اعتمادها على كتالوج السينما الكوميدية التقليدية، وأحيانا بسبب عجز السيناريو عن تقديم تفاصيل غنية مختلفة لفكرة مختلفة، ولو حذفت خط الفانتازيا والأحلام فستكشف عن فيلم عادى للغاية.
شخصية البطل أحمد عز مستهلكة تمامًا وهى شخصية الشاب المليونير الذى يعيش حياة عابثة لاهية، علاقته بعمال شركته سيئة بسبب تمردهم الدائم على استغلالهم، زواجه كان بدافع المصلحة المادية، نقطة التحول فى الفيلم تأتى بعد حلم يظهر له فيه والده ويدعوه للصعود معه إلى سلم يؤدى إلى باب مكان مجهول، يفسر الحلم على أنه على وشك الموت.
حالة الضعف الكوميدى عوضها المخرج عمرو عرفة بإثارة وإيفيهات مشاهد الفانتازيا وبإبهار الجرافيك، ورغم المجهود المبذول فيها، حملت مشاهد العالم الآخر بعض الاستعراض غير الضرورى.
مشاهد حساب القذافى وهتلر مقبولة نوعًا، أما اسكتشات الأب والابن يتبارزان بالسيف هزل فى غير مكانه، وكذلك تجسد الأب شريف منير بهيئة مصارع ثيران، أو تجسده فى هيئة لاعبى فريق كرة.
الفانتازيا هنا عبثية ولا تضيف كثيرًا إلى فكرة الفيلم، قد تضيف مشاهد إلى شخصية شريف منير تبرر قبوله دورًا صغيرًا، وإذا كان أحمد عز يقدم دورًا عاديًّا مشابهًا لأدوار قدّمها من قبل بنفس الأداء والإيفيهات، وكذلك صلاح عبد الله، فإن أدوار مى كساب ومحمد إمام أقل من عادية.