على مذبح سينما الصيف يضحي المنتجون بأفلام لأنصاف وأرباع نجوم، وقرر بعضهم تعزيز النجوم الكبار بإخفاءهم من الساحة، أو وضعهم خلف حاجز الشاشة الصغيرة في مسلسلات رمضان التي تقي الجميع فضيحة الإيرادات الهزيلة، و يأتي فيلم الكوميديا الرومانسية (إذاعة حب) لقاعات العرض بدراما تخاصم المزاج العام للجمهور هذه الأيام، وهذا ليس ذنب صُناع الفيلم الذين صمموا الفيلم منذ فترة ليكون فيلم صيف خفيف لجمهور يريد التسلية، فالفيلم نموذج ملخص لكتالوج الأفلام الصيفية التي تتخفف من كل شىء وتقف أمام الجمهور بمايوهات الإيفيهات المقتبسة من اللغة الشبابية الروشة، والمليئة بالمشاهد الكوميدية الضعيفة الترابط، والأقرب للاسكتشات الهزلية. نحن أمام دراما سهلة، أحداثها ونهايتها متوقعة تماماً، موضوع الفيلم وفكرته إعادة إنتاج مرتبكة لفكرة الشاب الخجول (شريف سلامة) الذي لا يستطيع إكمال علاقة عاطفية مع فتاة، ويقرر صديقه (ادوارد) أن يصنع منه نموذج للشاب "المدردح" العابث الذي تتهافت عليه البنات، البطولة لشريف سلامة الذي جاء من نجاح مسلسل حرب الجواسيس إلى بطولة سينمائية ضعيفة، ومنة شلبي تعيد استنساخ شخصية شبيهة قدمتها في فيلم (الأولة في الغرام). شخصية البطل معالجة معاصرة للنموذج الذي قدمه عمر الشريف في فيلم (إشاعة حب) الذي نلاحظ أن عنوانه على وزن عنوان فيلم (إذاعة حب)، والجديد هنا أن البطلة لديها نفس مشكلة البطل، كلاهما خجول ومتحفظ ويدعي عكس ذلك، وهكذا نظل أغلب الفيلم أمام مواقف درامية حلزونية طويلة لا تتطور، ورغم أن هذه المشكلة هي الحجة الدرامية الوحيدة بالفيلم لخلق مواقف كوميدية، إلا أن سيناريو محمد ناير لم ينجح في استغلالها بصورة كوميدية، كما لم يستغل الفيلم الجانب الرومانسي من الحدوتة لتتسع مساحة الأداء الدرامي أمام البطلين، واكتفى كلاهما باللف والدوران في ساحة الكوميديا والإيفيهات الغريبة عليهما، فبدا كلاهما غريباً في أداءه، لا هو رومانسي ولا كوميدي أيضاً، وباستثناء مشاهد قليلة كحوار البطل والبطلة التليفوني في المول لم نلحظ دور المونتاج والإخراج في البناء الكوميدي للفيلم، وإذا كانت هناك إشارات كوميدية بالفعل في الفيلم، فقد كان الإرسال ضعيفاً للغاية !