جالي برد..ماهو كان لازم يجيلي برد..أنت خمس أيام مالي البيت عطس، وبعدها يوسف أبنك أسبوع..وأنا مابين مكالمات للصيدلية وكمادات ومواعيد أدوية ومضاد حيوي كل ست ساعات وخافض حرارة كل أربع ساعات ولخبطة نوم... ده غير زن يوسف المتواصل بسبب أن مناخيره مسدودة أنا أصبحت منهكة جداً والدور جه عليّا..ماهو كده واحد يسلّم واحد زي كورة التلج بتكبر في قلب البيت، ولما وصلت لي أنا استلمت دور فظيع لا مخليني عارفة أتكلم ولا أتنفس..وبرتعش ..أهئ أهئ..يكونش ده أنفلونزا " الخنازير"، واشمعنى أنا اللي هيجيلي انفلونزا "الخنازير"؟ ماأنتوا جالكوا أنفلونزا "البني آدم" العادي يعني.. وبعدين مش قالوا أن وزارة الصحة بتضحك علينا ومفيش حاجة أسمها خنازير..قصدي أنفلونزا..المهم كنت قاعدة متلجة تحت البطانية نفسي أي بني آدم يعبرني..والعطسة بتلاحق العطسة وتزلزل كياني.. سرح خيالي المريض في أدوار البرد لما كانت بتجيلي زمان وذكرياتها الجميلة في بيت أمي الله يمسيها بالخير كان بابا يقف على إيدي اليمين بالينسون وماما على الشمال بالليمون أبو عسل..ده غير الشوربة والبطاطس المحمرة..آه ياقلبي أنت ليه بتكسل تعمل لي الحاجات دي؟ إيش حال إنه كان لسه عندك برد الأسبوع اللي فات، كنت فاكراك هتردهالي في رقدتي..ده أنا كنت موقفه حياتي رهن إشارتك..صحيح الأم رمز العطاء ..بس هو العطاء لا يصلح إلا لو بدون مقابل والا ايه؟! ماهو ممكن يكون أنا عندي عطاء وأنت عندك عطاء برضه .. عادي والله.. أنا عارفه أنه مش قصدك، ممكن يكون مش بيخطر على بالك تعمل لي حاجة.... وأنا اللي كنت طمعانة أسيب لك المواعين الأسبوع ده كله تشطبها..حسرة عليّا.. يمكن أنا اللي غلطانة عشان عمري ما بقولك أنا تعبانه وعايزة كذا وكذا...طب ماهو باين على وشي اللي بقى قد اللقمة ومن صوتي ومن زكامي...ولما بتكلم بتقول أني شكاية..أعمل ايه يعني؟ أنت لما بتتعب مش بتشتكي ودي رجولة وكل حاجة بس أنت مش محتاج الشكوى لأني مش هستنى.. أنا بعمل لك حاجات كتير من تلقاء نفسي وأنت مش بتشكر عشان ده واجبي..بس ممكن برضه يكون واجب وتشكرني عليه.. أنت مابتشتكيش آه.. إنما يعني بتبلطج أكتر ماأنت مبلطج..يعني بتعمل زي عصيان مدني كده..مابتتحركش من على السرير إلا للشديد القوي، وترمي المناديل الفلورا على الأرض بلا حياء يُذكر، ولا ترد على أي حد بيكلمك عشان زورك ملتهب فتستخدم لغة الإشارة..مع أنه مش ملتهب قوي يعني..ولما تنطق معندكش غير كلمتين "محدش يصحيني"، "مسمعش صوت"..من فضلكم.. طب ولو "سمعت صوت" ده هيوجع زورك في إيه مش فاهمة ؟؟ كل المرات اللي أنا تعبت فيها جامد من وقت جوازنا أنت ودن من طين وودن من عجين..ولو رجعت لقيتني تعبانة والموقف كان يستدعي وجودك تقول لي جملة واحدة مالهاش أي معنى عملي : " إيه ده لما أنتي تعبانة كده ماكلمتنيش ليه وأنا كنت رجعت؟؟ ده أنا مكنش ورايا حاجة مهمة أنا كنت قاعد في الشغل كده وخلاص مستني الشوارع تروق شوية عشان ماسوقش في الزحمة ! " ...يا سلام....آهو كلام والسلام..ماهي دي الكلمات السحرية اللي بتقولها لما تكون متأخر وشايفني محتاسة لأي سبب: "ماكلمتنيش ليه؟ " وآخر مرة تعبت فيها أنا ويوسف في نفس الوقت من شهرين وأنت عارف برد الصيف.. كلمتك قلت لي مش هتأخر..تلت ساعة كده وراجع..وبعد ساعتين كلمتك تاني قلت لي بلم حاجاتي من المكتب ونازل أهوه..ولما كلمتك بعدها بساعة قلت لي أنا هركب العربية أهوه .. وفي الآخر لقيتك راجع بعد أربع ساعات من المكالمة الأولى...طب أعمل إيه أنا يعني.. أتحسبت عليا مكالمة وجميلة وخلاص.. وطبعاً لما جالي دور البرد الجامد أمبارح قررت عمري ماهكلمك وهسيبك لحد ماترجع وأفاجئك عشان تحس أني مش شكاية ولا زنانة وتحس أنت بالذنب وتساعدني في شغل البيت شوية..ومش عارفه ليه دايماً ترجع مكشر كده..يارب ما تتأخر...................... أخيراً جيت يا شيخ.... طب تعال.... -أنت رجعت؟! أزيك؟ - مش عارف رجعت والا لأ! - مالك؟ - زهقان..ومبحبش السؤال ده "أنت رجعت" ؟ - ده أنا كنت تعبانة قوي النهاردة وكلمت الصيدلية بعتولي أدوية كتيرة أخدتها بس حاسة بدوخة.. - ماكلمتنيش ليه وأنا كنت أرجع - كنت هترجع لوكلمتك؟ - (نظرة حادة مستنكرة) مالك كده قاسي عليا مش عايز ترد على كلامي، فيها إيه لما أقولك أنت رجعت يا حبيبي، والا لما أسالك كنت هترجع لو كلمتك؟ هو السؤال حُرُم؟؟ ليه قاسي كده؟.. حبست دموعي فانتابتني حالة كُحّة..ودخلت رغم تعبي أسخن الأكل، لقيتك جاي لي بتبحلق لي... -أنتي ليه الكحة بتشتغل عندك لما أنا أكون موجود بس؟ ما أنا لما فتحت الباب كنتي ساكتة خالص..أنا دخلت من هنا والكُحة أشتغلت.. - نظرت لك بتأفف والتزمت الصمت أمام هذه التهمة البشعة - مش قصدي أنك بتمثلي بس دي حالة لا أرادية عندك..من اللا وعي..بس صوت الكُحة بيتعب أعصابي قوي...الغدا زي أمبارح طبعاً.. - ؟؟ !%^&*!!!!؟؟؟ - عايزك تهتمي وتاخدي الدوا عشان البرد ده مايطولش.. - ربنا يسهل...كح كح كح..آآآآه - شفتي الجرايد النهاردة؟ قريتي حكاية محمدين البربري؟ - مين؟؟ مين البربري ده؟ - راجل الأعمال يا بنتي ..مقرتيش الجرايد أُمال بتعملي إيه من الصبح...هو الظاهر كان بيتعالج وبياخد مهدئات، وفي لحظة دخل على مراته والشغالة لقى صوت التلفزيون عالي قوي، والصوت العالي بينرفزه، بعدها الشغالة عطست فضربها بالمسدس .. - مراته؟ - لأ الشغالة - آه ... ومراته؟ -لأ المسدس كان فيه رصاصة واحدة.. -الحمد لله.. - بس خنقها وقطعها بالسكينة -الشغالة؟؟ -لأ مراته .. بقولك الشغالة ضربها بالمسدس..أنا هنام في الأوضة التانية عشان صوت الكُحة عالي شوية ..وأنا أعصابي تعبانه زي ما قلت لك.................. نهار أبيض هي وصلت للتهديد بالقتل..لأ البرد أهون ألف مرة..أتكلفت تحت اللحاف وأحط لساني في بقي أكرم لي..بس أبقى قابلني لو تعبت أنت تاني ..شوف مين اللي هيعملّك شوربة الخضار .. هذه الجوابات من وخي خيال الكاتبة وأي تشابه مع الواقع هو مسئولية كل زوج !