إليسا هنا بكامل أسلحتها، غرام وهيام وورمانسية، وكثير أيضا من الحزن، ورغم أن ألبومها السابق «تصدّق بمين» يظل هو الأنضج فى مسيرتها، فإن «أسعد واحدة» نجح فى تحريك مياه سوق الكاسيت التى تبحث عن منقذ. «فى عيونك»، هنا كأن إليسا تغنى كلمات مُدبلجة من لغة غامضة وتحاول أن تنقلها إلى العربية بصعوبة، كل عبارة تحاكى نفسها، مع تباين مستوى كل منها، الوضع يبلغ قمة الكارثية عندما تصدق إليسا نفسها وتتعامل على أنها مطربة ذات حنجرة قوية، فتصرخ: «والحياة فى هواك تبقى حياة»، محمد رحيم وضع لحنا رقيقا لكنه أخفق فى الكلمات، أما الملحن محمد يحيى فيبدو أنه كان ينوى أن يعطى لحن «أسعد واحدة» لعمرو دياب، لكنه وجد إليسا على الباب فمنحه لها وهى لم تفكر، فكانت النتيجة أغنية ذات ريتم عالٍ جدا لا تليق بصوتها، وتبرز نقاط ضعفه. أغنية «سعيدة» أخرى من إليسا بصفتها «واحدة عادية رايحة مع الدنيا وجاية، بنى آدمة ليا وعليا، وأنا مش مثالية»، نادر عبد الله يجتهد ويكتب فكرة جيدة فى «متفائلة»، لذا كان على تامر عاشور أن يتعب نفسه أكثر وهو يضع الموسيقى، إليسا أيضا افتقدت للحيوية وهى تغنى. «فاكر» أغنية جيدة، لولا اللحن الذى تشعر أنك سمعته عشر مرات على الأقل باستثناء فاصل وحيد مميز فى المنتصف، إلى هنا تنتهى السعادة، وتبدأ رحلة عذاب مع مجموعة من الأغنيات للنساء التعيسات الضعيفات منها «تعبت منك»، وهى من أقوى أغنيات الألبوم، إليسا فى «لو أقولك» تتقمص شخصية جنات، وتتنازل عن كبريائها بالكامل وتظهر كواحدة ساذجة مغلوبة على أمرها: «واحدة معاك رهن إشارتك مستنياك»، رغم الاستكانة فى «كرهتك أنا»، فإن كلماتها ولحنها أكثر تميزا وعمقا، وجاءت التعبيرات فى «روحتله» أكثر سطحية وكآبة، سهام الشعشاع ورحيم يقدمان تجربة مميزة فى «اغمرنى» مع أن أجواءها تشبه «ع بالى حبيبى». فى «هيلف ويرجعلى» أجواء حماسية وراقصة وإليسا تعافر معها بطبقات صوتها، فتنجح أحيانا وتخفق مرات. أغنية «ساعات» تعتبر الأكثر تكاملا، وكان الأولى بإليسا أن تضعها فى ترتيب أكثر تقدما. وإن كانت صاحبة الألبوم قدمت أداءً معقولا لرائعة سلوى القطريب «قالولى العيد»، فإنها شوهت تماما أيقونة وردة «لولا الملامة» واختتمت بها الألبوم لتودع المستمع -كما استقبلته- بشكل لا يليق.