الصحيفة الأمريكية: رئاسة مرسي صعود لتيار الإسلام السياسي قد يمتد أثره إلى المنطقة بأسرها «صعود للإسلام السياسى»، هكذا وصفت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، أداء الرئيس المصرى محمد مرسى اليمين الدستورية، والتى أكدت أنها لحظة تاريخية فارقة فى تاريخ مصر الحديث.
لكن الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن هذا يحمل أيضا فى طياته خطورة كبيرة، لأن انتقال مصر من حكم العسكر إلى النظام الديمقراطى، جاء بعد صعود تيار الإسلام السياسى إلى سدة الحكم، ما سيجعل البلاد تعيش فى حالة من الغموض، لا يمكن التنبّؤ بما فى المستقبل.
كما قالت «لوس أنجلوس تايمز»، إن مرسى سعى من خلال خطاباته الأخيرة أن يحظى بشعبية كبيرة، فى مقابل أن يخفت نجم حرس النظام القديم، لكنه أيضا يعد رمزًا لصعود تيار الإسلام السياسى، الذى قد يمتد أثره إلى المنطقة بأسرها، وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الغموض سوف يتكشف قريبًا، حينما يعلن مرسى أسماء حكومته والفريق الرئاسى الذى سيسانده، وما إذا كان سيعمل على خلق حالة من التوافق أم سيجعل الهيمنة للتيار الإسلامى، ليكون هو وحده فى مواجهة السلطة العسكرية المهيمنة على ميزانية الدولة وصياغة الدستور الجديد.
وتابعت الصحيفة، قائلة «أكثر النقاد دراية لم يكن سيتوقع قبل أشهر فقط أن يقوم المجلس العسكرى بتسليم السلطة إلى أول رئيس إسلامى فى الوطن العربى، الذى عانى لعقود من ظلم واضطهاد المخلوع حسنى مبارك، لذلك على الجميع أن يدركوا أن مصر الجديدة لن توافق أبدًا أن تعود للوراء».
لكن ما اعتقدت أنه قد يثير قلق وغضب النشطاء هو تناقض خطابات مرسى، الذى قال فى جامعة القاهرة، أول من أمس، إنه لن يهدأ له بال حتى ينال صلاحياته الرئاسية الكاملة فى هجوم مباشر على الجنرالات الذين كانوا يجلسون فى الصفوف الأولى بالاحتفالية، ويوحى بأنه سيدخل فى صراع عنيف مع الجنرالات، ثم عاد ووجه الشكر إلى الجيش فى العرض العسكرى فى الهايكستب على السماح له بتولى السلطة.
«لوس أنجلوس تايمز» رأت أن تلك الشخصية غير الكاريزمية التى أظهرها مرسى، ما هى إلا نوع من الواقعية السياسية، لأنه يدرك أن مهمته حساسة ولا يريد أن يكتسب عداء السلطة العسكرية من أول يوم لتوليه الرئاسة.
أما الناشطون والشباب الثورى فيجدون أن هذا تحول صارخ فى شخصية مرسى، حيث نقلت الصحيفة عن الناشط أحمد عجور «هذا كان ثمن فوزه بالرئاسة، إنه سيصبح دمية فى يد الجنرالات لحماية مصالحهم وضمان سلامتهم». واستمرت الصحيفة قائلة إن الرئيس الجديد سيركز فى الأشهر المقبلة على انتزاع السلطة المتبقية فى يد الجنرالات، لكنه إذا ما بدأ فى صياغة دستور يرسخ للشريعة الإسلامية فهذا سيخرق أى توافق فى البلاد ويهدد بتفجير جديد للأوضاع.