درس المرحلة الإبتدائية ب"مدرسة مسز وودلى" بمصر الجديدة بالقاهرة ثم انتقل إلى "مدرسة سان جورج" الإعدادية والثانوية ليتخرج من الجامعة الأمريكية بالقاهرة في مجال الأعمال ويحصل بعدها على ماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة نفسها. أجمع الجميع على عبقريته القيادية ورؤيته الثاقبة ورأوا فيه خليفة من بعدى قادرا على الإمساك بزمام الأمور ، هو جمال الدين محمد السيد حسنى مبارك ... كم أنت ظالمة أيتها الجحافل ! أوحدى أنا الذى كان مولعا بمشروع التوريث ؟! نهر مشروع التوريث كان يجرى فى عروقكم جميعا أيها المصريون مجرى الهيموجلوبين ، لا داعى للإنكار ، لقد سألنى عماد أديب بهدوووء(من الأفضل لمرضى الأرق مشاهدة عماد بدلا من تناول الفاليوم) عن وضع جمال ربنا يفك سجنه فأجبته بغطرستى وغلاستى المعهودة " بياع الفول بيجيب ابنه يقف معاه عشان يساعده، جمال بيساعدنى ". ذكاء جمال ونبوغه هو من أهله لكى ينضم للحزب الوطنى ليتدرج فى المناصب بعد رحله كفاح ليصبح أمين سياسات الحزب ، حسنا أنا أكذب كعادتى،لقد استخدمت سلطتى ونفوذى من أجل تحقيق حلمى أنا وجمال الأحمق الذى أضاع كل شىء ، حلم التوريث.
قامت سوزان بزيارتى مؤخرا فى طرة وأحضرت لى حلاوة سبريد (وراء كل رئيس مخلوع إمرأة ) وأتى معها حفيدى ولكنه أحضر لى مصحفا قائلا "جدو اقرا قران يمكن ربنا يغفرلك اللى عملته فى الشعب !" بعد قراءتى القران وجدت أن
قضية التوريث تحدث عنها القران الكريم فى عدة مواضع، وهى الحجة التى تحجج بها المشركون على مر التاريخ
أمام انبيائهم ورسلهم منذ نوح الى محمد عليهما السلام.
ملخص تلك الحجة هى ما ورد فى سورة الزخرف (-بل قالوا إنا وجدنا اباءنا على أمة وإنا على اثارهم مهتدون)
وقد تكرر ذلك الرد فى القران حوالى ثماني عشرة مرة.
تذكرت سوزان حينها وهى تقول "الواد نفسه مكسورة، صحابه اللى دكتور أبوه جايبله كوسة فى امتحانات الشفوى ومظبطه وعينه فى الجامعة معيد واللى مهندس أبوه نقص صاحبه اللى كان أول على دفعة هندسة عشان يبقى هو الأول ويتعين مكانه" الطبيب يريد ابنه طبيبا والمهندس يريده مهندسا ، والمشتسار الزند يريد فلذة كبده مشتسارا زندا مثله،
توريث المهن وحرمان الأكفاء منها هى افة من افات ذلك المجتمع يشترك في إقترافها كلا من الآباء والأبناء حتى ولو لم يستخدموا الواسطة . فالنتيجة الحتمية لتلك العادة المتأصلة فيكم هى أن تحول العمل من أداة تستخدم المواطن للنهوض بالوطن إلى أداة تستخدم الوطن للنهوض بالمواطن . لا تحب ما تعمل حتى تعمل ما تحب ، فقط أعمل ما تحب إذا ما كنت مؤمنا بخلعى ، لا سبيل للنهوض بذلك البلد إلا إذا أتقن كل منكم عمله ولم ولن يتقن إنسان عمله إلا إذا أحبه فى المقام الأول ، أعمل ما تحب وليس ما أحب والدك ، ليس هناك ما يدعى كليات قمة وكليات دنيا ، لا يستطيع الطبيب العيش بدون عامل نظافة كما لا يستطيع الأخير العيش بدون الأول . بسبب التوريث أصبحت مصر بلد يريد فيه الطبيب أن يصبح راقص باليه وأراد الحانوتى أن يكون خبيرا فى الهندسة الوراثية، كل يعمل مالا يحب ، حتى رئيس الجمهورية من بعدى تمنى لو كان مشيرا ... كفاية توريث يا شعب ...التوريث ملا الكيس ! مقتطفات من هلاوس الرئيس التائب حسنى مبارك