زمان كان الحبيبة بيحتفلوا بعيد الحب بالورود والدباديب وعلى استحياء تبادل القبلات.. دلوقتى اختلفت الأمور وأصبح الحب فى زمن السلفيين والتيارات المتطرفةملامح وأجواء تختلف تماما عن معنى الحب وحلاوته والاهتمام به فى عيده السنوى ال valntine day فاختفت الورود والدباديب وحلت محلها الذقون والجلاليب والزغاريت الشرعية وفى السطور التالية معانى أخرى للحب ربما تود - عزيزى القارئ - التعرف عليها لطرافتها وغرابتها أيضا. يارا (24 عاما) وياسمين (22 عاما) فتاتان من ضمن ملايين الفتيات اللاتى طالما حلمتا بفتى الأحلام الذى يتقى الله فيهما ويعمل بوصية رسول الله أن يترفق بالقوارير..لكن فرحتنا بأحلام فتى الأحلام تبددت فى ظل ظهور الأفكار المتشددة التى ليست لها علاقة بسماحة الدين الإسلامى والذين ينادون بالتمسك بقشور الدين القائمة على المنع أكثر مما يراها مجالا سمحا للتقارب.. وما زاد من تعميق هذا الشعور مشاهدتنا للفيلم الإيرانى (إعدام ثريا) الذى يجسد شخصية امرأة إيرانية متزوجة وتربى أبناءها ولا تعمل ويريد زوجها أن يتزوج من غيرها فترفض ثريا أن يطلقها لأنها لا تملك من المال ما يجعلها تربى أبناءها وتريد الحفاظ على بيتها فيتهمها زوجها بالخيانة ويتم تطبيق حد الرجم باعتبارها «زانية» فكانت القسوة التى عوقبت بها (ثريا) هى دافعنا للكتابة لأن الدين الإسلامى يتسم بالسماحة والعفو ولكن المشكلة فى المدعين والذين يتحدثون باسمه مثل تلك التصريحات المتشددة لبعض السلفيين التى أثارت خوف وقلق العديد منا، الأمر الذى جعلهم يتساءلون فى كل موقع ومكان عن شكل الحياة فى عهد السلفيين وتحديدا الحب والزواج. مثل كل البنات اللائى ينتظرن اليوم الذى سيظهر فيه فتى الأحلام ذو الشعر الناعم والوجه الوسيم والعيون الملونة، كى يأتى بحصانه الأبيض، يأخذها ويطير بها إلى عالم الرومانسية الساحر.. لكن هذا الحلم سيتبخر وكأنه لم يكن.. لأن مواصفات فتى الأحلام القادم وصورته ستختلف، حيث سيكون فتى ذا لحية طويلة وجلباب أبيض قصير وتحته كلسون أبيض وفى يده سبحة وفى الأخرى مصحف صغير.. وفى وجهه زبيبة الصلاة ورائحة البخور تفوح منه.. هذه ليست مواصفاتى، بل هى المواصفات التى ستنتشر فى المجتمع.. بعد أن يتم فصل النساء عن الرجال والشباب عن الفتيات فى المدارس والجامعات وأيضا فى العمل.. المشكلة ستكون فى أنا.. فأنا لا أحب الرجال ذوات الذقون والشوارب، ليس عيبا فى الشنب أو الذقن، ولكن لعيب فى أنا لأن بشرتى لا تتحمل هذا فهى حساسة جدا !! وحتى لو غيرت اتجاهاتى.. ووافقت على الذقن والشنب أو حتى من غير شنب يظل هناك ما يؤرقنى.. فكيف سنتعرف على بعض وكيف سيرانى بعد ما تم فصل البنات عن الرجال وإذا تقدم لى شخص عن طريق السمع أو الأقارب لأنه مستحيل يكون شافنى.. هيشوفنى فين؟!!.. وإذا تمت الخطوبة فماذا نفعل إذا أردنا الخروج، هل سيتخفى وراء النقاب حتى يستطيع الخروج معى فى كل مكان.. وإذا أحب الاتصال بى ليلا هل سيخرج أحد من التليفون ويقول لنا (اتقوا الله فهذه خلوة غير شرعية وأغلقوا السماعة).. وإذا أحب أن يشترى لى باقة من الورد هل سيأتى لنا شخص ويقول لنا (البخور أفضل بكثير من رائحة الورد)!! وإذا أراد أن يسمعنى أغانى على (F.M) نجد المحطة تحولت من (F.M) أغانى على كيفك إلى (F.M) تواشيح.. حتى إذا جلسنا فى أحد الكافيهات نجد من يأتى ويجلس ويتحدث عن عذاب القبر واقتراب علامات يوم القيامة.. * المدارس والجامعات فالحياة ستختلف تماما فى عهدهم.. ولكن الحمد لله على كل شىء.. فقد قضيت سنوات من عمرى فى مدرستى المختلطة والجامعة واختلطت بالشباب وعبر لى بعضهم عن إعجابهم وحبهم لى.. ولكنى أحمل هم البنات الصغار اللاتى لا يزلن فى المدرسة وستكون آخر علاقة لهم بفتى أو شاب وهن فى عمر ال 51 سنة، حتى نظرات الإعجاب وحب المراهقة سيحرمن منه.. أو ربما يكون هذا أفضل لأنهم عندما يصلن إلى مرحلة المراهقة سيكون مواصفات فتى أحلامهم شابا بذقن وجلباب أطول من غيره وتكون ذا ماركة عالمية ويرتدى تحتها بنطلون جينس بدلا من الكلسون.. لأن وقتهم ستكون هذه هى المواصفات السائدة فى المجتمع.. كما أنهم سيخرجون فى مواعيد مختلفة، فمواعيد خروج البنات من المدارس غير مواعيد خروج الولاد.. وإذا تصادف والتقى بنت وولد فى الشارع سيظهر لهم أحد الإخوة وهو يخبط بعصا سميكة على يده قائلا.. (خافى الله يا أختاه واذهبى إلى بيتك حتى لا يلعنك الله دنيا وآخرة) وسيكون الزى الخاص للبنات هو الخمار وأما الولاد فسيكون الجلباب.. أما بالنسبة للجامعة فسيكون الزى الخاص للبنات هو النقاب والولاد طلق اللحية وبنطلون قصير حتى يلتزم بالسنة وزبيبة الصلاة لتدل على قوة إيمانه وتقربه إلى الله.. أما بالنسبة للمتبرجات اللاتى يرفضن الحجاب واللاتى أنا واحدة منهن !! فسيعاملن معاملة سيئة ولا ينظر لهم المجتمع على أنهن مسلمات، بل ينظر لهن على أنهن متبرجات يجب (حش رقبتهم) كما أن نظرات المجتمع لهن ستسبب لهمن العديد من المشاكل وأولها الزواج، فإن نسبة الزواج ستكون ضعيفة جدا أو ربما لا ينالون الزواج أصلا وسيلاحقهن لقب العنوسة، لأن الأولوية فى الزواج ستكون للمنتقبات فى المرتبة الأولى وبعدها الخمار ويليهن المحجبات!! * أبو جلابية وبذلك لا يصبح أمامى سوى حل واحد (مفيش غيره) حتى أتفادى لقب عانس والذى سيظل يلاحقنى بلا هوادة (عشان أنا متبرجة) على حد قول الإخوة السلفيين.. و(عشان ما يقفش حالى) لابد أن أغير من نفسى وأتحجب أو أتنقب عشان يرضى بى (أبو جلابية)، ويتكرم ويتزوجنى.. وطبعا عشان هو شخص يعرف حدود الله ويطبق الشريعة على أكمل وجه سيقوم (أبوجلابية) بإرسال الحاجة الوالدة لمعاينة العروس إللى هى (أنا) وعشان سيادته ما يتزوجش (عميانى) يجب أن تتأكد والدته (حلاوة وجمال العروس) وأنها نقاوة الحاجة فتحية خاطبة المنطقة - أيوه الكلام ده صحيح الخاطبة رجعت يا ولاد، ما هو بالعقل كده واحد مش هايشوف أى حاجة قدامه غير خيم سوداء متنقلة لأن الجامعات والمدارس غير مختلطة والكافيهات مغلقة إلا للعائلات فيصبح الحل الوحيد (أبو جلابية) أن ينتقى خاطبة تكون سمعتها جيدة وتتقى الله حتى الوسيلة التى تجمع بينه وبين بنت الحلال فى خير.. وطبعا الخاطبة هتعمل اتصالاتها وتبحث عن الفتاة الأكثر التزاما والأكثر احتشاما ولما تلاقى فى المرأة تبعث إلى الحاجة الوالدة التى ستقوم بدورها بالتأكد من خمسة أشياء وهى: (عدد الأيام التى تصومها العروس فى السنة حتى ترتقى درجة ملتزمة) إلى درجة (مؤمنة)، ويجب طبعا أن تصوم عدد أيام لا يقل عن 165 يوما فى السنة تشمل بخلاف شهر رمضان. الستة أيام الأولى من شهر شوال والعشر الأول من ذى الحجة ويوم تاسوعاء وعاشوراء، فضلا عن يومى الاثنين والخميس من كل أسبوع بخلاف أيام 13 و14 و15 من كل شهر هجرى، ثانيا أن تكون العروس تصلى بانتظام النوافل وتقوم الليل، ثالثا أن تكون حافظة ما لا يقل عن 51 جزءا من القرآن الكريم، رابعا أن تتأكد والدة العريس من أن العروس جمالها (ربانى) يعنى مافيش ولا عمليات تجميل لا كده ولا كده أقصد نفخ الوش أو شفط أو الذى منه وأن يكون شعرها سلاسل حرير وما يكونش فيه إكستنشن (شعر مستعار) ويكون أسود سواد الليل، لأن بسلامته يكره الشعر المصبوغ - ليه ويكره أصلا ما هو مش هايكون فيه كوافيرات أصلا لأنها رجس من عمل الشيطان، وأن تكون عيونها عسلية تميل إلى السواد (من غير أى عدسات لاصقة قولنا ربانى من الأول). وأخيرا أن تعرف العروس أنها لن تكون الزوجة الوحيدة (لسبع البريمة) بل تعرف جيدا أنه سيغفل شرع الله وسيتمسك فقط برخصة الزواج وسيتزوج ثلاثة غيرها وعلى العروس بدورها أن تتقبل هذا الأمر، لأنها ستساهم فى خدمة مجتمعها من خلال الحد من ظاهرة العنوسة التى تفشت فى البلاد ولابد أن تعى أنه يفعل ذلك حتى (يعف نساء بلدته) ويكسب فيهن ثواب.. هذه مهمة قومية ووقتها فقط عرفت أننى أمام مهام شاقة فيجب أن أتخلص من لون شعرى الأصفر ومن الإسكتنشن وأن أنزع عدساتى اللاصقة وأن أسرع فى حفظ القرآن - حتى أنأى بنفسى من شبح العنوسة وبذلك أستحق أن أكون زوجة الأحلام.. الزوجة المثالية لرجل مثالى سيغنينى عن الدنيا وما فيها. ولو أننى كنت أتمنى أن أقضى شهر العسل فى الغردقة أو شرم الشيخ ولكن غير مسموح لأن هذين المكانين ما هما إلا رجس من عمل الشيطان ومرتعا للفسوق والفجور. * العمل عبادة ورغم أننى كنت فتاة طموحة وأحب العمل حبا جما وكنت أطمع فى تدرجى فى المناصب حتى أصبح عضوا عاملا ومؤثرا فى المجتمع - قررت (التخلى) عن كل هذه الطموحات فى سبيل تأسيس أسرة سليمة وقوية مرصوصة البنيان، خاصة أننى سأحصل على (بدل لجلوسى فى المنزل) لأن زوجى المرتقب سيدفع لى راتبا شهريا وسيعوضنى عن مرمطة الشوارع حتى يتسنى لى الحفاظ على الأسرة لأنها الركيزة الأساسية لبناء مجتمع قويم هكذا فهمنى زوجى المرتقب والصراحة راحة كلامه مقنع آخر حاجة.. ويبقى السؤال هل سيرضى زوجى المرتقب أن يتزوج من فتاة كانت متبرجة من قبل كما يقول الآخرون أم ستكون وصمة عار فى حياته ؟!