الجارديان: مرسي وجه في خطابه سهام انتقادات مبطنة لجنرالات المجلس العسكري وول ستريت جورنال: نبرة مرسي التصالحية تشير لإمكانية لجوئه لحلول وسط مع الجيش "خطاب ظاهره تم توجيهه للشعب وباطنه رسالة تحذيرية للجنرالات"، هكذا استهلت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرها حول خطاب الرئيس الجديد محمد مرسي في ميدان التحرير أول من أمس الجمعة. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى الرئيس المنتخب وجه في خطاب سهام انتقادات مبطنة للمجلس العسكري، والذي كان بمثابة رسالة التهديد والصفعة الرمزية للجنرالات، حينما أكد أن الشرعية الوحيدة هي الشعب المصري وإصراره على حلف يمين غير دستورية.
واستمرت الجارديان قائلة إن مرسي الذي كان طوال فترة الانتخابات الرئاسية مرشحا هادئا غير مثير للجدل، لكنه أظهر في خطابه الذي استمر 43 دقيقة وجها حماسيا مثيرا قد يرسم ملامح شخصية الرئيس الجديد في الفترة المقبلة، خاصة حينما أصر أن يظهر أنه لم يكن يرتدي دروعا واقية من الرصاص، وأنه يشعر بالأمان والاطمئنان وسط الشعب المصري.
ووصفت جارديان خطاب مرسي بأنه "شعبوي" هدف منه الحصول على دعم الجماهير في معركته المقبلة مع المجلس العسكري، الذي أصدر مؤخرا إعلانا دستوريا مكملا يحد من صلاحيات الرئيس المنتخب لصالح المؤسسة العسكرية.
ومن جانبها وصفت صحيفة التليجراف البريطانية "بادرة إلقاء اليمين في التحرير بأنها بمثابة تحدٍ مباشر وازدراء لقيادات المجلس العسكري بعد رفضهم أداء مرسي اليمين الدستورية أمام البرلمان" الذي تم حله بحكم قضائي وتولي المؤسسة العسكرية سلطة التشريع.
وتحت عنوان "الزعيم المصري يقود الثورة" افتتحت وول ستريت جورنال الأمريكية تقريرها عن الخطاب، حيث قالت إن مرسي قدم نفسه على أنه رجل شعبي، سيلتزم ببناء الدولة، وأنه قادر على تحدي المجلس العسكري الذي سعى لتقليص سلطاته.
ولكن الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن خطاب الرئيس الجديد تميز بنبرة تصالحية بتعهده باحتضان جميع التيارات السياسية، والسعي لاسترضاء النقاد والأنصار على حد سواء، وحتى القاعدة الأكثر تطرفا في مصر بتأكيد أنه سيسعى للإفراج عن الشيخ الضرير عمر عبد الرحمن؛ ما يشير لإمكانية أن يلجأ لحلول وسط مع الجيش رغم تأكيده في خطابه على أنه لن يقدم أي تنازلات للعسكريين.
وفي ذات السياق نقلت وول ستريت جورنال وجهة نظر مايكل وحيد حنا، الخبير السياسي في منظمة "سينشري" الأمريكية، الذي قال: "إلقاء مرسي القسم في ميدان التحرير، يضفي الشرعية الثورية على منصب الرئيس؛ ليكون هو بمثابة قائد وواجهة لثورة 25 يناير".
وأضاف حنا قائلا: "رغم اللهجة الخطابية التي هاجم بها مرسي الجنرالات إلا أنه لن يتخلى عن النهج الذي سارت عليه الجماعة طوال الفترة الماضية، وسيحاول أن يصل لحلول وسط مع قادة المجلس العسكري، حتى لا تنفجر الأمور".