منذ أيام قليلة جاءت إلى الدنيا طفلة جميلة تدعى (كندة) هى الابنة الأولى لأحد أقاربى المقربين...بعد ولادتها ببضعة أيام و ككثير من الأطفال ظهرت عليها أعراض ما نعرفه طبيا ب(الصفراء الفسيولوجية) و هى أمر طبيعي جدا يحدث في كثير من حديثي الولادة ،ولهذا أطلقنا عليها (فسيولوجية) فهو وصف يطلق على كل ما يعتبر طبيعيا وليس مرضيا. كل المؤشرات كانت تشير إلى أن كل شىء يسير بشكل طيب و أن ذلك الحدث الطبيعى ليس فيه ما يقلق و أن ذلك الاصفرار سيزول من تلقاء نفسه بعد أسبوعين أو ثلاثة,إلا أن طبيب الأطفال كان له رأى آخر غير كل من درس طب الأطفال. أخذ في تخويف والديها و توصيتهم بإجراء قياس لنسبة المادة المسببة للصفراء كل 24 ساعة و إجراء التحاليل(في مكان معين) و استعمال (نوع معين) من الألبان الصناعية و التلميح بأن الطفلة – الطبيعية تماما- قد تحتاج إلى حضّانة!!!! الغريب أن كل تلك التصرفات الغير مهنية أو أخلاقية أو إنسانبة صدرت من رجل ملتحى يترك المرضى في عيادته من أجل الصلاة في المسجد كل أذان ولا تسألنى كيف سمح له تدينه بأن يخالف ضميره المهني و الإنساني إلى هذا الحد؟؟؟ قصة أخرى روتها لى صديقتي هذه المرة،وهى تتعلق بصديقتها التى تزوجت من دبلوماسي مرموق و أنجبت منه إلا أن أى خلاف بينهما دائما ما يودى بها إلى استقبال الجراحة في إحدى المستشفيات أو إلى الشارع في الساعات الأولى من صباح يوم كئيب، الغريب أن الرجل في منصب محترم و في طبقة راقية و متحدث جيد للغات و (شياكته) لا تنبئ أبدا بمقدار وضاعته الأخلاقية القصتان تشيران إلى شىء مهم و هو أنك لا ينبغى أن تحكم على الناس من خلال مظاهرها،فقد أخطأ قريبي حين أكسب الطبيب الملتحى صفة التدين و الالتزام دون أن يختبر تعاملاته و أخطأت صديقتي حين اعتبرت أن شياكة زوج صديقتها و منصبه يصلحان كدليل على رقيه و تحضره. وهذا فى الواقع لا يختلف عما صاغه الوعى الشعبي العظيم حين قال تعرف فلان؟؟....آه.....عاشرته؟؟؟.....لأ............تبقى متعرفوش من حقك الآن ألا تكمل قراءة المقال إذا كنت تعتبر كلامي بديهيا ولكن صدقني كانت هذه فكرتي حتى أيام قليلة،فشعب خدع في المجلس العسكرى و عصام شرف وكثيرين من الساسة و الإعلاميين إعتقدت أنه لن يتوقف أمام المظاهر مرة أخرى و لن ينخدع بها. ولكن المصريين لا يتوقفون عن إبهارك و إن كنت منهم بمجرد أن بدأ الرئيس الجديد فى حمل لقب الرئيس المنتخب (رسميا) و بدأ الجميع يتوقفون أمام مظاهر لا تدل على شىء إلا على إصرار مصري غريب على تكرار الأخطاء. الرئيس يصلى الفجر....الرئيس يحسن معاملة حرسه....الرئيس لن ينتقل إلى قصر الرئاسة....ابن الرئيس يقول أنه سيثور عليه لو لم يقتص للشهداء (ونزلت دمعتى!!!) حقا و صدقا أنا لم أعتقد أن الرئيس لابد و أن يكون شيطانا مريدا فأفاجأ بأنه يصلى، و حقا و صدقا أنا لا أهتم بصلاته و لا بحسن معاملته لحرسه و لن تشفع له عندى صلاته و لا صيامه إذا قصَّر في أداء واجباته لأنهم أساسا ليسوا موجَّهين إلىّ، يكفيه إذا أن تشفع له عند ربه – ذلك خير و أبقى – أما فى الدنيا فحسابه فيها على إنجازاته التى و عد الناس بها و انتخبوه على أساسها. ولأن في و طننا أناس لم يدرسوا من سيرة ابن الخطاب إلا صناعة الأصنام من العجوة، فقد انطلق القوم يطلقون أسراب الشائعات و ينسبون للرجل أعمالا لم يقم بها، فهو تنازل عن مرتبه للدولة في الصباح و رد بقسوة على برقية بشار المهنئة له فى المساء،فى حين أن الرجل محاط بمشاكل تبدأ من كيفية بدايته و هى حلف اليمين ولا تنتهى بمشاكلنا الاقتصادية و الاجتماعية و الأمنية و السياسية و لم يلتقط أنفاسه أصلا حتى يفكر في رمزيَّات كتلك ولأن التطرف لا أيديولوجية له,فقد انهمك آخرون فى اصطياد الأخطاء للرجل و النقضاض على أى هنَّة و إن لم نتيقن من حدوثها،فقد قفزوا فوق خبر تعليق صور الرئيس الجديد في مؤسسات الدولة و ألهبوا الرجل بسياط النقد فى الوقت الذى اتضح فيه أن الخبر لا أساس له من الصحة ، وامتد الأمر من انتقاد الرئيس المنتخب – الذى أشك أنه أدرك كلية التغيير الذى طرأ على حياته – إلى انتقاد زوجته في زيها كأن المهم هو ما ترتديه حرم الرئيس و ليس ما تفعله (أو ما لا تفعله)،كأن الناس قد أمضّهم الحنين إلى من كن يرتدين الزى الذى يعجبهم و يرونه عصريا، كأن المنتقدين لا ينظرون إلى نساء مصر في شوارع المدن و حواري القرى لقد سمعت إهانات في حق السيدة أم أحمد يجب أن يخجل منها أصحابها من مدعى الليبرالية و المدنية الذين دفعهم التطرف إلى تسليط ألسنتهم علي سيدة تعهدت أن تترفع عن فعل كل ما كنا ننقمه من اللتين سبقتاها، لماذا إذا يملأون الدنيا صراخا حين يحكم عليهم متطرفون آخرون من خلال مظهرهم أحكاما تمس الدين و الأخلاق؟؟؟ أيها الناس...لقد تجرعنا مرارات الندم طويلا حين منحنا شيكات على بياض لمن أحببناهم انخداعا منا بمظهرهم و حين أقصينا آخرين لأننا صدقنا فيهم – ما أردنا أن نصدقه – فقط لأنهم يختلفون عنا فى الفكر و ليس الغاية أرجوكم أن تخلعوا نظارات الانتماء و الأيديولوجية حين ترغبون في التعامل مع مصر من الآن فصاعدا،أرجوكم أن تعلموا أن الأخبار الكاذبة و الإشاعات لا تصنع حقائق و ما (بانديتا) و (كرات النار) و (العناصر الإثارية) و (تقسيم مصر) و (الشيمين) منا ببعيد قصتك الزائفة عن نبل مرسي لن تضيف إلى رصيده،و إساءتك إليه أو إلى زوجته دون دليل أو منطق لن تجعله مكروها إلا فى عينيك و فى عيون من يفضلون الكذب على الحقيقة حين يتماشى مع هواهم من فضلكم اكرهوا التطرف...فهو أخطر عدو لهذه البلد التى أثق أنكم جميعا تحبونها عاشت مصر و تحيا الثورة