بعنوان «إسرائيل والإخوان المسلمين.. كيف ستسير الأمور؟»، قالت القناة «العاشرة» الإسرائيلية، في تقرير لها أمس، إنه لا يوجد أي تخوفات في تل أبيب على مستقبل اتفاقية السلام مع القاهرة بسبب انتخاب محمد مرسي رئيسًا للجمهورية، لكنهم رغم ذلك ينتظرون ما ستسفر عنه تلك التطورات. القناة ذكرت أن «مكتب رئاسة الوزراء بإسرائيل يلتزم الصمت إزاء ما يحدث بالقاهرة، لكن في وزارة الخارجية يبعثون برسائل تطمينية، حيث يرون أن عهد الرئيس المصري السابق مبارك نفسه لم يكن سمنًا على عسل بالنسبة إلى تل أبيب، وكذلك بالنسبة إلى مرسي لن يكون الوضع كله سيئًا»، وأشارت إلى أن إسرائيل اهتمت بفوز مرسي في الانتخابات الرئاسية، وأصدر مكتب نتنياهو يوم إعلان النتائج بيانًا، قال فيه إن إسرائيل تقدر العملية الديمقراطية بالقاهرة، لكن على الرغم من هذا البيان لا يوجد مسؤول واحد فى رئاسة الحكومة بتل أبيب هذا الأسبوع يوافق على التحدث مع وسائل الإعلام عن موقف إسرائيل من انتخاب مرسى. وقالت إن «الموقف الإسرائيلى فى ما يتعلق بمصر يعتمد على سياسة الانتظار، حيث إن أحد الأسئلة التى تشغل بال وزارة الخارجية بتل أبيب: هل سيقوم الإخوان المسلمون بتعيين رجالهم فى وظائف رئيسية بالمخابرات العامة؟ وهل سيرفض هؤلاء المعينون من الجماعة، إذا ما تم تعيينهم، العمل مع رجال وزارة الدفاع الإسرائيلية برئاسة عاموس جلعاد رئيس الطاقم السياسى والأمنى بالوزارة؟». ونقلت عن مصادر بالخارجية الإسرائيلية قولها إن «تل أبيب لا تريد تعريض اتفاقية السلام مع مصر أو ملحقها الأمنى الخاص بسيناء لأى خطر، تلك هما النقطتان اللتان تهمان إسرائيل»، مضيفين «نحن نعلم أن القاهرة ليس لديها أى نية لشن الحرب على تل أبيب». وأوضحت القناة أن هناك عنصرين سيعملان على كبح جماح الرئيس الجديد، ويمنعانه من شن أى هجوم على تل أبيب، أولهما المجلس العسكرى الذى قام بتقليص صلاحياته، وثانيهما اعتماد مصر على المعونة العسكرية الأمريكية. ونقلت عن المصادر قولها «من ناحية ثانية لا أحد يعلم ماذا سيحدث إذا تأزّمت الأمور، كأن تقوم تل أبيب بعملية موسعة فى قطاع غزة يسقط فيها آلاف القتلى»، متسائلة «كيف سيؤثر الضغط الشعبى الداخلي على مرسي للقيام بأمر حاسم ضد تل أبيب.. السلام مع مصر سيكون باردًا». ولفتت إلى أن السفير الإسرائيلى بالقاهرة يعقوب أميتاي، ما زال يعمل من منزله، لا من مبنى السفارة، الذي تم إخلاؤه في سبتمبر الماضي، مما يعني أن إسرائيل لا تصدر تأشيرات دخول للمواطنين العاديين الذين يريدون زيارتها في ما عدا رجال الأعمال المقربين من السلطة، ونقلت عن مصادر خارجيتها القول إنه فى المرحلة القادمة سيحاول السفير الإسرائيلي تجديد العلاقات مع نظرائه المصريين وتحديد مواعيد لإجراء لقاءات عمل معهم. ونقلت القناة عن وزير إسرائيلي بارز -لم تسمه- قوله «على الصعيد السياسي نحن نقوم بأفضل ما عندنا من جهود لإبقاء الباب مفتوحًا مع القاهرة، لا أعتقد أن الرئيس مرسي سيقوم بزيارة إسرائيل، مبارك نفسه لم يزرنا. أما على الصعيد الأمني فإنه من الواضح أن الحدود مع سيناء مليئة بالإشكاليات، لقد تعرضنا لعمليات تخريبية وقصف صاروخي من هناك، نحن نقوم الآن بتغييرات على الحدود المصرية حيث ستكون هناك وحدات ذات قدرات عالية وميزانيات استخباراتية». وختم الوزير الإسرائيلي تصريحاته بالقول إن تل أبيب لا تعتقد أنها ستكون الموضوع الأكثر إلحاحًا على جدول أعمال المجتمع المصري، الذي سيهتم بشؤونه الداخلية».