«صفقة وشيكة»، هكذا عبّرت مجلة «التايم» الأمريكية، عن سبب تأخير إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التى كان متوقعًا أن تكون يوم «الخميس» الماضى، وأشارت المجلة إلى أن جنرالات «العسكرى» اضطروا إلى تأجيل النتيجة بعدما وجدوا أنفسهم يواجهون المعضلة ذاتها التى كانت أمام المخلوع حسنى مبارك، وهى أنهم يمسكون بخيوط اللعبة السياسية، لكن الجماعة لديها قدرة بارعة فى التعامل مع صناديق الاقتراع، حتى لو كان «العسكرى» هو من يمسك بيديه كل أوراق تلك اللعبة. واستمرت «التايم» قائلة «وبالفعل، بدأ الجنرالات يكتبون من جديد قواعد اللعبة عن طريق استغلال سلطة القضاء المتحالفة مع (العسكرى) عن طريق حل البرلمان وإعادة الطوارئ عن طريق منح الضبطية القضائية للعكسر، والإشراف على صياغة الدستور الجديد، وهو ما سيجعل الرئيس الجديد مجرد شخصية انتقالية».
ولكن المجلة الأمريكية، عادت وقالت «رغم أن الجنرالات لا يزالون يمسكون بأيديهم البطاقات الحاسمة ويديرونها بعناية ومهارة فائقة، فإنهم بحاجة إلى توازن بين القوى حتى يتسنى لهم إعادة الهدوء للبلاد.. وبالتالى فإن إقصاءهم الجماعة سيكون خطأ قاتلًا سيربك الحالة السياسية فى البلاد بشكل عام».
ونقلت المجلة عن الباحث السياسى المصرى فى مؤسسة «سينشرى» الأمريكية، «لم يُصب كثير من القوى الليبرالية والعلمانية بالغضب بسبب قرار حل البرلمان، بل اعتبروها فرصة أفضل لهم لمواجهة الإخوان المسلمين، الذين أوسعوا الفجوة بينهم وتلك الأحزاب، بسبب وقوفهم إلى صف العسكرى قبل أن ينقلبوا عليه الآن».
ثم عادت «التايم» وأكدت أن الجنرالات الذين سعوا لشن انقلاب ناعم لاستعادة السيطرة على البلاد، والذى سيبدو فى ظاهره هدفه استعادة الأمن والاستقرار لمصر، وفى باطنه الحفاظ على سيطرتهم على البلاد.
واستمرت المجلة الأمريكية فى طرح نظريتها بقولها «على قيادات العسكرى أن يجدوا طريقة للتعايش السلمى السياسى مع الجماعة، وإن كان وفقًا لقواعد الجنرالات، كما سبق وفعلوا خلال الاستفتاء».
واختتمت المجلة قائلة «فوز شفيق فى انتخابات الرئاسة قد لا يكون ضرورة ملحة وحيوية للعسكرى، فى حين أن فوز مرسى الرمزى بالانتخابات وبرئاسة شرفية سينزع فتيل المواجهة مع الإخوان، ويعطى الإسلاميين مسؤولية استقرار البلاد، وحتى لو اختاروا خيار المواجهة مع الجيش فالمجلس العسكرى يحتفظ بسيطرة قوية على البلاد وكل مؤسساتها».