عواصم : - "صفقة وشيكة" هكذا عبرت مجلة التايم الأمريكية عن سبب تأخير إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التي كان متوقع أن تكون يوم الخميس الماضي. وأشارت المجلة إلى أن جنرالات العسكري اضطروا لتأجيل النتيجة، بعدما وجدوا أنفسهم يواجهون المعضلة ذاتها التي كانت أمام المخلوع حسني مبارك، وهي أنهم يمسكون بخيوط اللعبة السياسية، ولكن الجماعة لديهم قدرة بارعة على التعامل مع صناديق الاقتراع، حتى لو كان العسكري هو من يمسك بيديه كافة أوراق تلك اللعبة. واستمرت التايم قائلة: "وبالفعل، بدأ الجنرالات يكتبون من جديد قواعد اللعبة عن طريق استغلال سلطة القضاء المتحالفة مع العسكري عن طريق حل البرلمان وإعادة الطوارئ عن طريق منح الضبطية القضائية للعكسر، والإشراف على صياغة الدستور الجديد، وهو ما سيجعل الرئيس الجديد مجرد شخصية انتقالية". ولكن المجلة الأمريكية عادت وقالت "رغم أن الجنرالات لا يزالون يمسكون بأيديهم البطاقات الحاسمة ويديرونها بعناية ومهارة فائقة، إلا أنهم بحاجة لتوازن بين القوى حتى يتسنى له إعادة الهدوء للبلاد، وإقصائهم للجماعة سيكون خطأ قاتلا سيربك الحالة السياسية في البلاد بشكل عام. ثم أشارت المجلة أيضا إلى أن الجماعة هي ما تسببت في تلك الحالة والقرارات المرتبكة من الجنرالات بخصوص العملية الانتقالية بسبب الأخطاء التي وقعت فيها، والتي أرجعتها إلى عقود طويلة قضتها في الظلام، جعلتهم يقلقوا العسكري بشأن نواياه إذا ما تولى السلطة والأمر ذاته بالنسبة للقوى المدنية والليبرالية، الذين فشل الإخوان وحزبهم الحرية والعدالة في منحهم أي تطمينات بخصوص مدنية الدولة، بل وأصابت الجميع بالذعر بسيطرتها على اللجنة المكلفة بصياغة الدستور. ونقلت المجلة عن الباحث السياسي المصري في مؤسسة "سينشري" الأمريكية: "لم يصاب كثير من القوى الليبرالية والعلمانية بالغضب بسبب قرار حل البرلمان، بل اعتبروها فرصة أفضل لهم لمواجهة الإخوان المسلمين، الذين وسعوا الفجوة بينهم وبين تلك الأحزاب بسبب وقوفهم إلى صف العسكري قبل أن ينقلبوا عليهم الآن". واختتمت المجلة قائلة: "فوز شفيق في انتخابات الرئاسة قد لا يكون ضرورة ملحة وحيوية للعسكري، في حين أن فوز مرسي الرمزي بالانتخابات وبرئاسة شرفية سينزع فتيل المواجهة مع الإخوان، ويعطي الإسلاميين مسؤولية استقرار البلاد، وحتى لو اختاروا خيار المواجهة مع الجيش فالمجلس العسكري يحتفظ بسيطرة قوية على البلاد وكافة مؤسساتها". نقلا عن جريدة الدستور