الحمد لله، بينما أنا أكتب وبينما أنت تقرأ لم يحدث تغيير فى رأى اللجنة العليا للانتخابات بعد أن أجلت إعلان النتيجة، وبينما أنت أيضا تقرأ قد تكون مقتنعا تماما بفوز مرشحك محمد مرسى، وهذا حقك، فكل المؤشرات والنتائج تدل على تقدمه ويكون أحد أصدقائك مقتنعا تماما بفوز الفريق أحمد شفيق وهو مقتنع أكثر برأى توفيق عكاشة، وهو يؤكد فوز شفيق وإن لم يتبقَّ إلا أيام ويجلس على كرسى قصر العروبة! لكن أرجو منك وأنت تنتظر نتيجة الانتخابات أن تتذكر أنها جرت حتى يختار الشعب المصرى رئيسه للمرة الأولى بديمقراطية وحرية، لكنها انتهت بأن من صوّت فيها هو شعب إفريقيا الوسطى، بينما من قاطعها هو شعب كولومبيا، ومن أبطل صوته هو شعب جزر القمر. نعم هذه هى الحقيقة، كل من ذهب إلى الانتخابات الرئاسية فى مرحلة الإعادة يرفض أى إشارة أو تلميح بخسارة مرشحة، ولا يؤمن ولا يعرف أن اللعبة بها فائز وخاسر، لكنه ذهب وهو على إيمان تام بأن مرشحه سوف يفوز، سواء بحق أو بباطل، بينما من أبطل صوته حتى لا يستغل أحد اسمه ويسجل موقف رفضه للمرشحين كاره جدا لكل مؤشرات فوز مرسى، ويرى أن الدولة الدينية على الأبواب وعندما بدأت فى الظهور أصوات فوز شفيق ازداد غضبا، لأن حكم الحزب المنحل رجع مرة أخرى، بينما من قاطع الانتخابات حاول فى بداية الأمر أن يكون هو الطرف المحايد، لكن سرعان ما بدأت حرب تصريحات الحملات تزيد، فلم يتحمل وانقسم ما بين مؤيد لمرسى، لأنه كاره للفلول، و مؤيد لشفيق، لأنه كاره لتيارات الإسلام السياسى. بعد كل هذا تسمع أصواتا مستغلة، سواء فى الفضائيات أو فى الشارع يتكلمون بنعومة غريبة أنْ لا بد أن نخرج جميعا إلى الشارع فى حال خسارة محمد مرسى، لأنه مرشح الثورة، وفى هذه اللحظة قد تمسك نفسك من الضحك أو من ضرب من يقول ذلك، فالإخوان بعد كل هذا الاستغلال للثورة، حتى وهم يعلنون فوزهم فجر يوم الإثنين والغرور والغطرسة يملآنهم، يطلبون منك أن تحتج من أجل مرشح الثورة التى باعوها من أجل الكرسى قد تنزل أنت وأصدقاؤك رفضا للتزوير هذا حقك، أما أن تنزل من أجل فروسية الإخوان فهذا وهْم، لأنهم أول من أطلقوا سهامهم وأصابوا كل الفرسان فى كل ميادين الثورة، أو أن تسمع شفيق وحملته بأنه هو مرشح الدولة المدنية على الرغم من أنه فريق، وهو الذى سيحافظ على مكتسبات الثورة وحقوق الشهداء ومحاربة الفساد وعودة الأمن للأسرة المصرية، وكأن الرجل لم يكن جزءا من نظام سابق، وكأنْه لم يكن شريكا حتى ولو شريكا صامتا فى أحقر جريمة قتل تحدث لأبرياء، وهى موقعة الجمل أو وزيرا فى حكومة جمال مبارك! أويد تماما احترام نتيجة الصندوق وأؤيد تماما احترام إرادة الناخبين، ولكن أؤيد الأهم أن تكون النتيجة حرة ونزيهة وليست إرضاء لطرف على حساب الآخر، أتمنى أن تكون نتيجة الانتخابات عادلة، وليست صفقة، أتمنى أن تكون حقيقة وليست خدعة، أتمنى أن تكون هذه من الأساس انتخابات شارك فيها الشعب من أجل مصلحة وطنه وليست مشروعا، كل منهم منتظر منه الربح، هذا هو الفرق، أنهم يعتبرونه مشروعا لخدمة مصالحهم وأنت تعتبره عرسا لخدمة وطنك!