الفترة ما بعد إعلان نتائج الانتخابات الرسمية ستكون "فوضوية وربما عدوانية" الشعب المصري لن يسمح بصناعة فرعون جديد.. والقرارات الأخيرة "جرس إنذار" لإفاقة الجماعات الثورية
في افتتاحيتها بعنوان "طريق مصر الطويل المتعثر نحو الديمقراطية"، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الثورة المضادة تحولت إلى "كوميديا من الأخطاء"؛ مضيفة أن أكبر الحسابات الخاطئة التي قام بها المجلس العسكري الحاكم، هو جعل قضاة المحكمة الدستورية العليا التابعين له يعلنون بطلان البرلمان الذي يسيطر عليه الإسلاميون.
وأضافت الجارديان أن قيام المجلس العسكري بذلك قبل يومين من الانتخابات الرئاسية، صب في صالح مرشح الإخوان، محمد مرسي؛ متابعة: "إذا كان الإخوان قد خسروا التعاطف الشعبي بعدم قيامهم سوى بالقليل أثناء وجودهم في البرلمان، أعادت المحكمة صورة الإخوان كضحية للقرارات الرسمية العسكرية".
وأشارت إلى أن خطة الجنرالات باتت واضحة للجميع؛ الاستيلاء على البرلمان ومنح السلطة التشريعية لأنفسهم؛ الاستيلاء على الدستور بتشكيل لجنته التأسيسية الخاصة؛ والاستيلاء على الرئاسة، على حد قول الجارديان.
الجارديان قالت إنه إذا كانت هناك حاجة إلى جرس إنذار لإفاقة الجماعات الثورية الذين خططوا لمقاطعة الانتخابات وإبطال أصواتهم انطلاقا من الاعتقاد في أن المجلس العسكري والإخوان سيئان بنفس الدرجة، فجرس الإنذار هذا هو الوضع الحالي.
كما حذرت أن تكون المرحلة بعد إعلان النتائج الرسمية للانتخابات، "فوضوية" و"ربما عدوانية". وقالت: "المجلس العسكري يتعامل وكأن البرلمان قد تم حله، والبرلمان يتصرف وكأنه لا يزال ساريا. والحقيقة تقع في منتصف الطريق بين الاثنين". مضيفة: "على الرغم من أن المحكمة الدستورية تتمتع بحق شطب ثلث مقاعد البرلمان، إلا أن حقها في حله بالكامل، مشكوك فيه، حيث يمكن لرئيس منتخب فقط القيام بذلك".
ومضت بالقول إن البرلمان ربما يكون غير قادر على الاجتماع، لأنه يفقد الحد الأدنى الضروري من أعضائه، لكن هذا لا يعني أن يستولى المجلس العسكري على سلطاته التشريعية. والوضع ذاته مع الجمعية التأسيسية المقرر أن تقوم بعملية صياغة الدستور، حيث تم اختيارها من قبل البرلمان، وتم حلها هي الأخرى ومن المقرر أن يشكل المجلس العسكري جمعية جديدة. مضيفة: "كرئيس، سيعتبر مرسي الجمعية المختارة من قبل البرلمان شرعية، وسيطلب منها مزاولة عملها".
وتابعت الجارديان أنه من غير المحتمل جدا أن تكون المرحلة الانتقالية من المجلس العسكري إلى رئيس منتخب، "سلسة أو قصيرة". بل على العكس من ذلك، قد تكون عملية طويلة يتخللها احتجاجات شوارع ومفاوضات، على حد قول الصحيفة.
كما قالت إنه من المحتمل أن يكون المجلس العسكري يشعر الآن بأنه بالغ في استخدام سلطته. مضيفة أنه من المهم عدم التعامل مع عسكر مصر كشخص واحد، فبعض الجنرالات أشاروا إلى عدم دعمهم لأي من هذه الأساليب، وآخرون يشعرون بالإهانة للتعامل معهم كأكباش فداء للنظام القديم.؛ متابعة: "أن المجلس العسكري لا الجيش، الذي يحتاج إلى أن ينحي نفسه من السياسة"، منوهة إلى أن الشعب المصري لن يسمح بصناعة فرعون جديد.
واختتمت الجارديان افتتاحيتها بأنه إذا تم إعلان فوز مرسي، ستثبت الديمقراطية سيادتها. وستثبت أن المبالغ الهائلة والحيل القذرة ونشر الخوف في حملة شفيق لم تعمل بصورة كافية على تغيير النتيجة. مضيفة أن مرسي أصبح الآن أقل عزلة منذ الوقت الذي اتخذت فيه المحكمة الدستورية خطوتها، حيث يتم دعمه من قبل عدد من الأحزاب العلمانية والجماعات الثورية. متابعة، أنه إذا تم تأكيد فوزه، سيكون من الصعب التفاوض معه.
وقالت إن استعادة الرئيس الجديد لسلطاته قد يستغرق وقتا، ولكن سيكون من الضروري أن يتشاركها مع ائتلاف واسع من القوى. وأخيرا: "قبل أي شئ، يجب على المجلس العسكري التخلي عن السلطة".