قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن المجلس العسكري فاز في لعبة السلطة في مصر - على حد وصف الصحيفة - ولكنها عادت وقالت إنه فوز مؤقت مرجعة ذلك إلى تنبؤها بأن الإخوان المسلمين ستسعى إلى إعادة تنظيم نفسها من جديد وتتولى زمام المبادرة. وعلى الصعيد ذاته قالت الصحيفة إن إعلان حل البرلمان قبل يومين من جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية قد جعل الكفة تميل لصالح مرشح الإخوان محمد مرسى بسبب تصوير المحكمة الدستورية العليا الإخوان على أنهم ضحية العسكري، وذكرت انه بعدما كان الإخوان قد خسروا تعاطف الرأى العام معهم بعدما تراجع التصويت لهم فى الانتخابات الرئاسية بخمسة ملايين صوت عما كانت الحال عليه فى الانتخابات البرلمانية. وتحت عنوان "مصر.. طريق طويل ومتعرج نحو الديمقراطية" ذكرت الجارديان إن الثورة المضادة تحولت إلى كوميديا هزلية من الأخطاء. وكان سوء التقدير الأكبر الذى قام به المجلس العسكرى فى مصر هو أن جعل قضاته يعلنون أن البرلمان الذى يهيمن عليه الإسلاميون باطل على حد قول الصحيفة. وإلى جانب هذا تضيف الصحيفة: أصبح واضحًا أن خطة جنرالات المجلس العسكرى طويلة الأمد باستئثارهم بالسلطة التشريعية بعد حل البرلمان والتأثير على الدستور بتشكيله للجمعية التأسيسية للدستور، والسيطرة على الرئاسة، وهذا ما أدى إلى استيقاظ تلك الجماعات التى كانت تدعو إلى مقاطعة الانتخابات باعتبار أن كلاً من مرشح الإخوان ومرشح النظام السابق أحمد شفيق سيئان. وترى الجارديان أن المرحلة القادمة ستكون فوضوية وربما تشهد عنفًا، فالمجلس العسكرى يتصرف كما لو أن البرلمان قد تم حله، فى حين أن الأخير يتعامل على أنه لا يزال قائمًا. وتشير الجارديان هنا إلى أن المحكمة الدستورية لها الحق فى إعلان بطلان ثلث البرلمان، لكن تدور الشكوك حول أحقيتها فى حل البرلمان، وهو الأمر الذى لا يحدده سوى الرئيس المنتخب. وترى الصحيفة البريطانية أن إعلان مرسى فائزًا رسميًا بالرئاسة يوم الخميس المقبل سيثبت أن الديمقراطية قد سادت مصر بالفعل، وأن المبالغ المالية الضخمة، والحيل "غير النظيفة"، وحملة الترويع والتخويف التى رافقت حملة المرشح أحمد شفيق، لم تنجح إلى الحد الذى يمكنها من إحداث تغيير فى نتائج الانتخابات. ومرسى اليوم أقل عزلة عما كانت عليه الحال عندما أصدرت المحكمة الدستورية العليا قرارها بشأن البرلمان.