اهتمت صحيفة الجارديان البريطانية في عددها الصادر، اليوم الثلاثاء، بالشأن المصري، وتحدثت الافتتاحية الرئيسية في الصحيفة عن "غلطة العسكر الكبرى" بتعطيل عمل مجلس الشعب، وأثر ذلك على صعود الإخوان المسلمين المرتقب لسدة الحكم، بالإضافة إلى تحقيقات ومواضيع أخرى تستكشف آفاق "المستقبل المجهول" لمصر. تقول افتتاحية الجارديان، التي جاءت تحت عنوان "'طريق متعرِّج وطويل إلى الديمقراطية"، إن "الثورة المضادة قد تحوَّلت، وبأثر رجعي، إلى مسرحية هزلية (كوميديا) من الأخطاء". وتدلِّل الصحيفة على تلك الأخطاء بما تصفها ب"الغلطة الكبرى"، أو "أكبر خطأ في تقدير الحسابات"، من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أما الغلطة، تقول الصحيفة، فهي "إعلان قضاة المحكمة الدستورية" عدم دستورية طريقة انتخاب ثلث أعضائه المستقلين، وكانت تشير بذلك إلى حكم المحكمة الدستورية المصرية الذي استند إليه المجلس الأعلى للقوات المسلحة في قراره يوم السبت الماضي بحل مجلس الشعب الذي كان يسيطر عليه الإسلاميون. تقول الافتتاحية: "بما أن القرار قد جاء قبل يومين فقط من الانتخابات الرئاسية، فلربما يكون قد رجَّح كفة الميزان لصالح مرشح حركة الإخوان المسلمين، محمد مرسي". وتضيف: "إن كانت حركة الإخوان المسلمين قد بددت التعاطف الشعبي عبر إنجازها القليل خلال الوقت الذي أمضته في البرلمان، وبالتالي خسرت أكثر من خمسة ملايين صوت، فإن المحكمة الدستورية قد أعادت إلى الإخوان المسلمين صورة ضحية القرارات والأوامر العسكرية". وترى الجارديان أنه في حال إعلان مرسي فائزًا رسميًا بالرئاسة يوم الخميس المقبل، فسيثبت ذلك أن الديمقراطية قد سادت مصر بالفعل، وأن "المبالغ المالية الضخمة والحيل القذرة وحملة الترويع والتخويف التي رافقت حملة المرشح أحمد شفيق لم تنجح إلى الحد الذي يمكنها من إحداث تغيير في نتائج الانتخابات".