رد مهاجم ريال مدريد الإسباني على منتقديه، وقاد منتخب بلاده البرتغال إلى الدور ربع النهائي، وأعاد هولندا بطلة 1988 إلى ديارها بتسجيله ثنائية الفوز على الأخيرة 2-1 اليوم الأحد على ملعب ميتاليست في خاركيف في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية في الدور الأول، ضمن نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم. وسجل رونالدو الهدفين في الدقيقتين 28 و74 معوضا إهداره للفرص السهلة في المباراة السابقة أمام الدنمارك (3-2 أيضا) في الجولة الثانية، فيما سجل رفايل فان در فارت الهدف الوحيد للمنتخب الهولندي الذي مني بخسارته الثالثة على التوالي وودع البطولة من الدور الأول بعدما كان مرشحا لإحراز لقبها لاعتبارات عدة في مقدمتها كونه وصيف بطل العالم وتشكيلته المدججة بالنجوم. وكان رونالدو تعرض لانتقادات كثيرة عقب الفوز على الدنمارك، لأنه أهدر فرصا سهلة بالجملة كاد منتخب بلاده يدفع ثمنها غاليا لولا هدف البديل سيلفستر فاريلا في الدقيقة 87 الذي حصد به زملاء رونالدو النقاط الثلاث الأولى في البطولة بعد خسارة المباراة الأولى أمام ألمانيا صفر-1. وكانت البرتغال بحاجة إلى الفوز لبلوغ ربع النهائي للمرة السادسة في تاريخها بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية، وتحقق لها ما أرادت بقيادة رونالدو الذي فرض نفسه نجما للمباراة بهزه الشباك للمرة الأولى في البطولة الحالية، بالإضافة إلى أنه صنع فرصا عدة لزملائه تناوبوا على إهدارها خصوصا هيلدر بوستيغا ولويس ناني. ورفعت البرتغال وصيفة بطلة عام 2004 على أرضها، رصيدها إلى 6 نقاط وانتزعت المركز الثاني وهي ستلاقي تشيكيا متصدرة المجموعة الأولى في ربع النهائي، فيما خرجت هولندا خالية الوفاض في المركز الأخير ومن دون رصيد. وواصلت البرتغال تفوقها على المنتخب البرتقالي في البطولات الكبرى لأنها حققت الفوز الثالث في 3 مواجهات جمعت بينهما حتى الآن الأولى عام 2004 (فازت 2-1 في الدور الثاني) والثانية كأس العالم 2006 (فازت 1-صفر في ثمن النهائي)، فيما تبادلا الفوز في التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا 1992 (بنتيجة واحدة 1-صفر ذهابا وإيابا). في المقابل، لم يشفع للهولنديين النجوم التي تضمها صفوفهم وخرجوا للمرة الأولى العرس القاري من الدور الأول منذ 1980 حين حلوا في المركز الثالث في المجموعة الأولى خلف ألمانيا (الغربية حينها) بالذات وتشيكوسلوفاكيا بفارق الأهداف عن الأخيرة. وهي المرة الرابعة التي يخرج فيها المنتخب الهولندي وصيف بطل مونديال 2010، من الدور الأول للبطولتين الكبريين، كأس أوروبا وكأس العالم، الأولى كانت في مونديال 1934 حين خسر في الدور الأول الذي كان يقام من مباراة واحدة لمشاركة 16 منتخبا فقط، على يد سويسرا (2-3)، والثانية في مونديال 1938 على يد تشيكوسلوفاكيا (صفر-3 بعد التمديد)، إضافة إلى كأس أوروبا 1980. وكان المنتخب الهولندي بحاجة إلى شبه معجزة من أجل تجنب الخروج من الدور الأول للمرة الأولى منذ 32 عاما، حيث كان مطالبا بالفوز بفارق هدفين وأن تتغلب ألمانيا على الدنمارك. والمفارقة أن المرة الأخيرة والوحيدة التي خرج فيها الهولنديون من الدور الأول عام 1980 حصلت بعد عامين على وصولهم إلى نهائي كأس العالم حين خسروا أمام الأرجنتين، وها هم واجهوا السيناريو ذاته بعد أن وصلوا إلى نهائي مونديال 2010 حيث خسروا أمام الإسبان. ولعبت البرتغال بتشكيلتها الكاملة حيث وضع بينتو الثقة في المجموعة التي انتزعت الفوز على الدنمارك 3-2. في المقابل، أجرى مدرب هولندا بيرت فان مارفييك 3 تبديلات فدفع بالمدافع رون فلار ولاعب الوسط رافايل فان در فارت والمهاجم كلاس يان هونتيلار مكان جون هايتينغا ومارك فان بومل وإبراهيم أفيلاي. واندفعت هولندا منذ البداية بحثا عن التسجيل وتأتي لها ذلك في الدقيقة 11 وبدا وكأنها في طريقها الى الفوز بحصة عريضة لكن البرتغال كان لها رأي آخر وحققت الفوز وكان بإمكانها التعزيز في أكثر من مرة. ومنح فان در فارت التقدم لهولندا إثر تلقيه كرة خارج المنطقة من أريين روبن فهيأها لنفسه بيسراه وسددها بقوة على يسار الحارس روي باتريسيو (11). وكاد رونالدو يدرك التعادل من مجهود فردي من الجهة اليسرى أنهاه بتسديدة قوية زاحفة ارتطمت بالقائم الأيمن وخرجت (16). وأهدر هيلدر بوستيغا كرة سهلة عندما تلقى كرة خاطئة من المدافع فان در فيل فتوغل داخل المنطقة وسددها زاحفة بيد أن الحارس مارتن ستيكلنبورغ أبعدها إلى ركنية (18)، ثم تلقى فابيو كوينتراو كرة داخل المنطقة فهيأها لنفسه على صدره وسددها بعيدا عن الخشبات الثلاث (19)، وتلاعب بوستيغا بالدفاع الهولندي داخل المنطقة لكنه تباطأ في التسديد فتدخل فلار وأبعد الخطر (20). وارتدت هولندا بهجمة منسقة قادها روبن الذي مرر كرة عرضية أمام المرمى تدخل كوينتراو في توقيت مناسب لإبعادها من أمام روبن فان بيرسي وهونتيلار (22). وأنقذ الحارس الهولندي مرماه من هدف محقق بإبعاده كرة رأسية قوية لرونالدو من مسافة قريبة إثر تمريرة عرضية من لويس ناني (23)، ورد ويسلي شنايدر بكرة قوية تصدى لها باتريسيو (27). ونجح رونالدو في إدراك التعادل عندما تلقى كرة من جواو بيريرا داخل المنطقة فهيأها لنفسه وسددها بيمناه داخل المرمى (28)، وهو الهدف الأول لرونالدو في البطولة. وتصدى ستيكلنبورغ لتسديدة قوية لرونالدو من 35 مترا (33)، ورأسية للاعب نفسه إثر ركلة ركنية بجوار القائم الأيسر (35)، ثم ركلة حرة جانبية لفيلوزو فوق العارضة بسنتمترات قليلة (38). وأهدر فلار فرصة منح التقدم للهولنديين إثر تلقيه كرة عرضية أمام المرمى من شنايدر لكنه تابعها برأسه فوق الخشبات الثلاث (53). وسجل بوستيغا الهدف الثاني مستغلا تسديدة قوية لرونالدو تابعها من مسافة قريبة بيد أن الحكم ألغاه بداعي التسلل (60). وكاد كوينتراو يمنح التقدم للبرتغال إثر هجمة مرتدة منسقة قادها رونالدو قبل أن يمرر له كرة عند حافة المنطقة سددها بقوة لكن ستيكلنبورغ أبعدها إلى ركنية (65). ولعب فان مارفييك ورقة هجومية بإشراكه أفيلاي مكان المدافع ييترو فيلمز (67)، ورد عليه بينتو بالدفع بكوستوديو مكان راوول ميريليش (72). وأهدر ناني فرصة سهلة لإضافة الهدف الثاني إثر تلقيه كرة على طبق من ذهب من رونالدو أمام المرمى سددها زاحفة وأبعدها ستيكلنبورغ إلى ركنية لم تثمر (72). وأضاف رونالدو الهدف الثاني بطريقة رائعة عندما تلقى كرة على طبق من ذهب من ناني داخل المنطقة فتلاعب بالمدافع فان در فيل وسددها بيمناه قوية زاحفة على يمين ستيكلنبورغ (74). وجرب شنايدر حظه بتسديدة بعيدة بين يدي باتريسيو (76)، وتدخل ستيكلنبورغ في توقيت مناسب لقطع تمريرة ناني من أمام رونالدو وبيريرا (79)، ثم تصدى مرة أخرى لكرة رأسية لنيلسون اوليفيرا (80). وحرم القائم الأيسر فان در فارت من إدراك التعادل برده تسديدة قوية من خارج المنطقة (83)، ورد ناني بتسديدة ساقطة من داخل المنطقة فوق المرمى (85)، وأهدر فان بيرسي فرصة إدراك التعادل عندما تلقى كرة على حافة المنطقة سددها بجوار القائم الأيسر (89)، ورد القائم الأيسر كرة قوية لرونالدو من خارج المنطقة (90).