أيا كان مرشحك الثورى لا بد أن تكون فخورا بوجود خالد على فى المشهد -وأعتقد أن هذا اختبار حقيقى لثوريتك- فوجود خالد على مرشحا للرئاسة هو واحد من أزهى ثمار الثورة، ربما لم يحن الموعد بعد لقطفها، لكن أوان قطف الثمار قد يصبح وجهات نظر أحيانا، ففى اللحظة التى ربما أرى أنا فيها أن حلاوة هذه الثمرة لم تكتمل بعد، قد تؤمن حضرتك أنه مافيش أحلى من كده. وإذا تأملت أنصار كل مرشح للرئاسة بمن فيهم من خرجوا من السباق لا بد أن أعترف أن احترامى وإعجابى يذهب بلا شروط لأنصار خالد على، أولئك الذين لم يثنهم عن الفكرة يقينهم بأن فرصة مرشحهم ضعيفة، وهم الذين دفعوا بمرشحهم من خانة صعوبة حصوله أصلا على التوكيلات الكافية للترشح لخانة المرشحين اللامعين، وهم الذين رأوا مرشحهم يبدأ من الصفر معهم ومن بينهم ولم يكن له سابق رصيد، وهم الذين ينصرون أول إنتاج للثورة «لسه بشوكه» ويؤمنون بقدرته على أن يشرفهم ويشرف الثورة قبل حتى أن يفكوا عنه السيلوفان، فالأمر بالنسبة إليهم يتجاوز مسألة النجاح والفشل فى الانتخابات ويدور فقط حول الانحياز التام لفكرة الثورة.
مرشحو الرئاسة الثوريون أيضا أؤمن أنهم يشعرون بالفخر لوجود خالد على فى المشهد، وأعتقد أن الصورة تقول إن عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحى اثنان من قائمة طويلة مهدت الأرض بنضالها خلال الأعوام الماضية ليصبح خالد على مرشحا لرئاسة الجمهورية، أعتقد أنهما يؤمنان أن منافسهما هو جزء من ثمرة نضالهما، من هنا يبدو خالد ابنا شرعيا للتجربة كلها، حق علينا أن نتباهى به ونفخر بوجوده فى ساحة الملعب.
أما قرار التصويت فتتداخل فيه عوامل كثيرة من بينها كفاءة المرشح (وأحيانا ليس من بينها كفاءة المرشح.. يعنى حضرتك مثلا عايز تفهمنى أن أنصار شفيق يؤمنون بقدراته؟ بالعكس ولا يعرفون عنه شيئا لكن معظمهم يختاره نكاية فى الثورة والثوار)، فميولك الشخصية تتدخل وراحتك النفسية لها دور، وغوغائية أنصار مرشح آخر تؤثر فيك، وربما معرفة قديمة بينك وبين مرشح ما تلعب دورا ولو ضئيلا، وجملة عابرة فى حوار تليفزيونى لمرشح قد تغير ترتيب ما استقر من أفكار فى مخك، والدعاية المفرطة قد تنفرك من مرشح، والدعاية الضحلة قد تجعلك تتعاطف مع المرشح صاحبها فتقرر الوقوف إلى جواره، شخصية عامة تعلن تأييدها لمرشح قد تقفلك منه، وشخصية عامة أخرى تجعلك تضعه فى حساباتك، نميمة شخصية من واحد مقرب إلى أحد المرشحين تجعلك تغلق صفحته إلى الأبد حتى لو كانت كاذبة، وقصة مبهرة عن إنسانية مرشح قد تجعلك تختاره وقد تكون كاذبة أيضا، فلسفة كاذبة تحكم طريقتك فى الحياة تجعلك تنحاز إلى واحد، ومرشح تحبه تعرف أن فرصه ضعيفة قد تبتعد عنه لهذا السبب خوفا من أن يضيع صوتك فى الهواء (الآن فقط عرفت أن صوتك وهو مجرد صوت قد يكون فارقا مع 90 مليون بنى آدم).
ما الفكرة فى كل ما سبق؟
الفكرة أنه لا أنا ولا حضرتك نمتلك الإجابة المثالية فى موضوع الترشيح، نحن لسنا أجهزة كمبيوتر ذكية، وكل واحد فينا يدخل فى قراره جزء شخصى لا يشبه شخصية الآخر، فكن نفسك ساعة الاختيار.. على الأقل إذا سقط مرشحك ستكسب احترامك لما تؤمن به ولما أنت عليه.
أنا شخصيا أحترم كل المرشحين الخارجين من مربع الثورة، وإن كنت اخترت واحدا فهذا لا يعنى أنه سيؤلمنى نجاح واحد آخر من المنطقة نفسها، الحياة أبسط من ذلك بكثير، والمهمة واحدة وثقيلة فى كل الأحوال.. والله لو نجح أبويا فى الانتخابات.. إذا كان موفقا فلن أكون واحدا من كدابين زفته، وإذا كان غير موفق فسأكون واحدا من فرقة الزفة البلدى التى تستقبله فى الرايحة والجاية.
هون عليك أمر اختيارات الآخرين واجعل رؤيتك أكثر اتساعا من حدود صوتك الانتخابى، واستمتع بالتجربة كلها، أنا شخصيا لا أعرف من سينجح فى الانتخابات، لكن أثق تماما بأنه فى كل الأحوال سنكون على الأقل قد كسبنا خالد على.