الأسرى صامدون لليوم ال24.. وتل أبيب تريد ترحيلهم إلى غزة لتصفيتهم.. والعالم يتذكرهم أخيراً على مدى 24 يوما أثبت آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال صلابة عزيمتهم وقوة إيمانهم بمطالبهم التى تتلخص فى وقف اعتقالهم وتعذيبهم بلا تهمة أو سبب، إذن لم يبق إلا 6 أيام ويمر شهر على إضرابهم عن الطعام، الذي هز أركان إسرائيل بلا شك، وجعلها تتخبط مخترعة أساليب هزلية لإيقاف معركة البطون الصائمة ضد القمع. أمس ونتيجة لسياسة التخبط تلك، خرجت تل أبيب على المعتقلين باقتراح في ظاهره برىء وفي باطنه ملىء بالغدر والخيانة، مقدمة عرضا للأسرى: ثائر حلاحلة، وبلال ذياب، وجعفر عز الدين -من قيادات الإضراب- بترحيلهم إلى قطاع غزة إذا ما قاموا بوقف معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضونها، الأمر الذى سيتبعه بالتأكيد سير باقي الأسرى على خطى زعمائهم. الأسرى الثلاثة رفضوا الاقتراح، فاللعبة التى تريد إسرائيل تنفيذها معلومة للجميع وتتلخص في جملتين، ترحيل السجين إلى القطاع، وبعدها بفترة قصيرة تصفيته جسديا فى غارة جوية جديدة هناك، حدث هذا منذ شهور مع زهير القيس المعتقل الفلسطينى الذى أُطلق سراحه ضمن صفقة شاليط، واغتالته تل أبيب بعد ترحيله إلى غزة. معركة الجوع الفلسطينية تمضى وسط تباطؤ عربى ودولى فى ما يتعلق بالأمر، نقصد بهذا المنظمات المنوط بها التعامل مع مثل تلك القضايا. أمس أعلن عيسى قراقع وزير الأسرى الفلسطينى، أن جلسة خاصة سيتم عقدها ضمن اجتماع وزراء خارجية حركة دول عدم الانحياز -الذى عقد أمس- بمدينة شرم الشيخ المصرية لمناقشة قضية الأسرى، لكن هذه الجلسة جاءت بعد أن دخل الإضراب يومه ال24 واقترب فيه السجناء من شبح الموت. التباطؤ لم يكن السمة المميزة لرد الفعل العربى الرسمى إزاء معاناة الأسرى، بل إن بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة، خرج علينا أمس -بعد أسابيع من معركة الجوع الفلسطينية- ليدعو تل أبيب إلى محاكمة المعتقلين أو الإفراج عنهم دون أى تأخير تفاديا لتدهو حالتهم الصحية». الشارع العربى كان على النقيض تماما، ظاهرا بوضوح منذ أول أيام الإضراب، آخر تجليات هذا كان أمس، بقيام العديد من المواطنين العرب باعتصام أمام سفارة إسرائيل فى لندن، تضامنا مع صائمى الزنازين، وبدورهم قام أعضاء جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية الأردنية أمس باعتصام فى منطقة جامع الكالوتى بالقرب من السفارة الإسرائيلية للتنديد باتفاقية السلام التى وقَّعتها عمان مع تل أبيب. هذا وقد ذكرت عدة مواقع وصفحات فلسطينية أن الأسيران بلال دياب وثائر حلالة موسوعة " جينيس" للأرقام القياسية وذلك بعد تجاوزهما حاجز ال74 يوما من الإضراب عن الطعام متوفوقين بذلك على الإيرلندي " بوبي ساندز".
رسالة من الأسير المضرب عن الطعام علي دنديس من الجبهة الشعبية