الأبنودي وسيد حجاب وعمار الشريعي.. ببساطة محمد منير يصالح جمهوره، وهذه الأسماء كافية طبعا، يعتذر عن الألبوم الذى سربت نصف أغنياته تقريبا، وعن أشياء أخرى كثيرة، وفي الحقيقة منير كان على قدر المحبة، وقدم ألبوما مبهجا رغم بعض العثرات. فماذا سيفعل المستمع عندما يقابله لحن لعمار الشريعي وكلمات لسيد حجاب، وصوت منير في أغنية «عيون». الشريعي وضع بصمته حتى على التوزيع فخرج يشبهه تماما ويلائم موسيقاه، حتى لو كان عليه اسم طارق مدكور الذى نجح هو الآخر فى الدخول إلى دماغ الموسيقار الكبير، بعدها يدخل منير إلى منطقة تميزه الكبرى، يغنى بتلك اللكنة المحببة «يا رمان»، بكلمات تشبه تفاصيل وجهه كتبها عادل سلامة، ولحن قوى وضعه أحمد محيى، ويتألق منير، وهو يغنى من أعلى مكان في حنجرته، ويبهج الجميع، استمع إلى الأغنية، ثم استمع إليها، وفي المرة التالية سوف تلاحظ صوتا رائقا جدا يغنى لمدة ثوانٍ فالقِ هنا التحية على صاحبه شاندو.
ثم «يا أهل العرب والطرب» لا شىء جميلا هنا وجديدا سوى صوت منير، فكلام نبيل خلف وموسيقى وليد سعد متوسطة أو أقل، لكن الاعتذار يأتى سريعا، فمن يكتب الاعتذار؟
الأبنودى، يبتكر تعبيرا غاية فى الطزاجة والصدق: «قلبى مايشبهنيش في الحب والإحساس وفى اختيار الناس بيمشى على كيفه ومايقوليش.. أصدق كتير منى وأجرأ كتير منى»، ثم مزيد من النايات الحزينة، وتزيد من عدد الباكين مع هذا الصوت الشجىّ، أجواء الفرحة والمرح تأتى مع كلام حسين السيد فى «حارة السقايين»: «لو كنت جاى تغنى روح اسأل قبلا أنا مين»، وكان الموزع أسامة الهندى على قدر المسؤولية حينما وزع لحنا للعملاق منير مراد بهذا الجمال، بدت أغنية «البعد نار» تحمل قدرا من السطحية لا يتناسب مع مسيرة منير، ومثلها «بلادى يا عرب». التراث النوبى يقول كلمته فى «يا ابو الطاقية»، وتحية أخرى للنوبة فى «أليا»، وأخرى للراحلين عبد الرحيم منصور، وأحمد منيب فى «غربة وغرابة»، ولأحمد صدقى وعبد الفتاح مصطفى فى «أمجاد يا عرب». منير يعود إلى عصره الذهبى فى «يا حمام» التى كتبها الأبنودى أيضا وموسيقى محمد رحيم: «من بين عيون الناس اخترت جوز العيون اللى قتلنى»، الأبنودى لا يتوقف عن المفاجآت، لذا لا أحد بإمكانه مقاومة الاستماع إلى هذه الأغنية أكثر من مرة.