لو افترضنا أن مصر دايرة، وأنها زي أي بلد، إذًا فلابد أن تتكون من ثلاث دوائر جوه بعض.. الدائرة الخارجية الأولي هي الوطن والذي يحتضن داخله دائرة ثانية وهي الشعب، اللي جواه دايرة تالتة وهي النظام أو الحكومة. الوطن يحتضن الشعب الذي يدير الحكومة والتي هي في الوضع الصحيح جزء من الشعب يدور الجميع معا فيصنعون شكل مصر في الحياة.. وشكل الحياة في مصر. كل دائرة تعرف حجمها الصحيح يكبرون جميعاً معاً أو يصغرون معاً. لكن اللي حاصل عندنا حالياً كالتالي، أن أصغر دايرة عمالة تكبر وتكبر وتكبر وتضغط عليك يا معلم، وعايزة تبقي لوحدها وتلغي الاتنين التانيين. نقولهم: يا جماعة مش كده، ما يصحش .. أبداً.. طيب هنفطس كده. يقولولك إنت إيه زنقك وسطنا، إحنا والوطن أحباب.. يا أخوانا إزاي بس نروح فين طيب؟ يقولو تعالي أنت جوه وسيبنا إحنا جنب الوطن إحنا أولي بيه.. إنت إيه فهمك؟ الله ده وطننا إحنا والمفروض إن أنتو مننا يقولو: المفروض بتاعنا وإحنا عايزين نكون لوحدنا عارفين ده حاصل ليه؟ لأن المفروض برضه إن إحنا اللي بنختار الحكومة بتاعتنا، ونظراً لأن ده مش حاصل طبعاً فهي مش عايزانا، مستتقلة دمنا، بتبص لنا إننا واقفين غلط، راكنين صف تاني في حب الوطن، مخالفين يعني.. ننظر نحن إلي دائرة الوطن علي أنها شمس تحمينا وتدفئنا فتدفعنا وندفعها للأمام ويرونها هم تورتة شهية جاهزة للأكل!! نلتصق بالوطن وقت الشدة بإرادتنا فنمنعه من الانكماش، ويبتعدون هم صانعين لأنفسهم دائرة من المصالح والعلاقات المتشابكة علي حساب الوطن.. يحتكرون الوطن وكأنه سلعة، حتي صرنا لا نراه إلا في المباريات وحكايات الكبار. وبما إننا إحنا بتوع الأهرامات بقي. وأشهر هرم في أي بلد غيرنا طبعاً هو الهرم الاجتماعي ودايماً معروف الشكل والترتيب يتدرج صاعداً من قاعدته حيث يعيش البسطاء مروراً بالطبقة الوسطي وصولاً لقمة الهرم وهم صفوة المجتمع من علماء ومفكرين وباحثين ومطورين لوسائل الحياة ومشرعين ولكن اللي حاصل برضو عندنا إن الهرم مقلوب، الناس اللي فوق بقت تحت مالهومش كلمة ولا حس، والناس اللي تحت طلعت فوق، بتستبيح الوطن وتاريخه وثرواته، ماضيه حاضره ومستقبله، بكل فهلوة.