كل من يدعى أن تحالفه مع الجيش والعسكر ضد القوى الإسلامية أو أي قوى سياسية مدنية أخرى للحفاظ على مدنية الدولة فهو فى المقام الأول يخدع نفسه لان العسكر لايتحالفون مع مدنيين أو مثقفين أو إعلاميين بل هم يحتاجون إليهم فقط كمحلل للزواج الباطل بين الحياة المدنية الحرة وبين الحياة العسكرية المقيدة والتي ير يد الحاكم جعل كل واحد منا مواطن بدرجة عسكري أمن مركزي مُطيع لايفكر حيث أن التفكير والتخطيط مهمة القادة والسادة وإن كان هذا صحيحا داخل المؤسسة العسكرية فهو خطأ فادح عند تنفيذه فى مجتمع يرغب فى التقدم والنهضة ..فكرة أن لاعقل يعلو فوق عقل السيد المارشال هو أمر حتمي ومنطقي فى التسلسل الهرمي الوظيفي داخل المؤسسات العسكرية.. ولكن إذا تم تطبيقه على المدنيين فهو فادح الظلم ,ويظل العسر عند وجودهم فى التحالف إن حصل فهو لصنع دولة عسكرية أو دولة بمظهر زائف مدني ولكن بروح عسكرية فكل ماهو ظاهر مدني وكل ماهو باطن عسكري ...أما الإسلاميين فالتحالف معهم ضد العسكر هو الواجب لان الكثير من المرجعيات الإسلامية ينادى بالدولة المدنية مثلنا وإن كان القليل منه والعالي صوتا ينادى بالدولة الدينية وأظن هؤلاء إلى زوال...ولكن تبقى فكرة التحالف مع العسكر من أجل الدولة المدنية ولابد أن يعرف هذا الذى يريد من العسكر التخلص من الإسلاميين من أن أجل مدنية الدولة التى هي موجوده بالفعل فهذا خرافةلايجب أن يتحدث عنها بهذا الإيمان الشديد الذى يوحى للكثير وأنا لستُ منهم بأن العسكر الحل الوحيد لوجود الدولة المدنية التى هي موجوده بالفعل فى مصر وتحتاج إلى تطوير ونهضة فقط فمصر بلد مدني كامل يحتاج إلى نهضة فى الكثير من مجالاتها,ولكن بالفعل لدينا مشكلة مع القوى الإسلامية الموجودة على الساحة وخاصة الإخوان المسلمين هي عدم الثقة فى جدوى التحالف معهم فى مشروع سياسي أو مدني وقد صنعوا تاريخا من عدم الثقة فيهم على مدار العام المنصرم من سلسلة كبيرة من أفعالهم التى كانت نهايته مخالفتهم للوعود بأنهم لن يقدموا على ترشيح أي مرشح من داخل الجماعة وبدلا من الإلتزام والوعد الذى أطلقوه بأنفسهم قاموا بترشيح اثنين بدلا من واحد واخترعوا للمرة الأولى فى تاريخ الحياة السياسية
المرشح الإحتياطى وصدق من قال لى مرة أن الإخوان http://www.dostorasly.com/news/view.aspx?cdate=26032012&id=a34ba0f6-8ed5-40f2-8f21-423b32d2e755برشلونة السياسية المصرية إذا نحينا الأخلاق جانبا وتعاملنا معها على أنها حركة سياسية مجردة سوف نفاجئ أننا أمام برشلونة سياسية حقيقة تشبه برشلونة الكروية بالتمام والكمال.
الإشكالية التى تُمثل المأزق الذى صنعته القوى الإسلامية وعلى الرغم أننا دفعنا فاتورته كاملة من عدم اكتمال الثورة وتشويه الكثير من المصريين إلا أن الأيام القادمة سوف يدفع الإسلاميين أنفسهم الجزء الذى يخصهم من الفاتورة حتى تتعلم هذه القوى عدم التنصل من الثورة فى كل وقت وحتى لاتمنع أي مظاهرات فى أي وقت عندما تنشغل بقوة السلطة والأغلبية التى على قدر تجليها إلا أنها يمكن أن تكون مزيفة وخادعة...ولابد أن يأتي اليوم الذى سوف يتم إحلال وتجديد ويظهر إسلاميون جدد مؤمنون بإمكانية حدوث ليبرالية إسلامية أو إسلام ليبرالي فى الشق السياسية والثقافي الإجتماعى من الحياة وليس الشق الشخص والتعبدي لدى الشخص المسلم الذى سوف ثابت فى طرق عبادته لله منذ بداية الإسلام حتى هذه اللحظة وإن شاء الله محفوظ دون تحريف اوتجهيل.
لابد أن يكف الكثير مما يرون أن الجيش والعسكر هو الحل وإن كان هذا على المستوى الخدمي والاجتماعي صحيحا لأنه المؤسسة الرأسمالية الوحيدة التى لم تتوقف مشروعاتها عن العمل والإنتاج والبيع على الرغم أن مهمتها فى الأساس هي الدفاع وليس الإقتصاد.
ولكن على المستوى السياسي والفكري وكل المستويات الأخرى هذه هي الكارثة ليس فى وجود العقلية العسكرية أحادية التفكير فقط ولكن أيضا لان الشؤون الأخرى التى تحتاج إلى تقبل التعددية فى الفكر والسياسية للحفاظ على نهضة المجتمع والتي لايمكن أن تكون صالحة داخل الجيش والمؤسسة العسكرية فإذا حدث فيها تعددية فى الأفكار والآراء فلابد أن تنهار لأنها مؤسسة لابد أن تكون أحادية الفكر وبالتالي الهدف الذى هو الدفاع عن الوطن , وهذا الشكل والرؤية هي ماتحدث التعارض الحقيقي فى الواقع حيث أن أفكار الجيش التنظيمية إذا خرجت إلى المجتمع للتنفيذ أدت إلى انهيار المجتمع وهذا ماحدث بالفعل من بعد الثورة فقد انهارت بسبب أننا سلمنا الدفة إلى مؤسسة اكتشفنا أنها أحادية الفكر والرؤية التى تتمثل دائما فى الرؤية الأمنية وهذه مصيبة الفكر المصري كله إبتداءً من الإخوانhttp://dostorasly.com/news/view.aspx?cdate=30032012&id=57db88a9-4029-4bcb-92b5-b3e4a207cde9والسلفيين إلى اليسار والعلمانيين..لدينا رؤية لاتقبل التعددية ونريد التدخل العسكري الشرعي ضد بعضنا البعض . أنا أرفض أي شخص أو دعوة تطلب الاستعانة بالعنف حتى وإن كان شرعي متمثل فى الجيش ضد الشأن المدني والسياسي الدائر صراعه بين القوى السياسية والمدنية.