مضى الكثير وما بقي إلا القليل، فأصبح لا يفصلنا عن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية سوى 11 يوم فقط – 22 إبريل الحالي - بعد شهرين من الحروب الكلامية بين المرشحين ال10 للرئاسة. "فرنسا قوية"، و"التغيير الآن"، و"صوت الشعب، روح فرنسا" و"استولوا على السلطة".. تلك هي شعارات الحملات الانتخابية التي يرفعها أبرز 4 متنافسين على الرئاسة، وهم الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، مرشح حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، وفرانسوا هولاند، مرشح الحزب الاشتراكي، وماري لوبان، مرشحة حزب الجبهة الوطنية، وجان لوك ميلنشون، مرشح جبهة اليسار المكونة من ائتلاف عدة أحزاب يسارية.
مع اقتراب اللحظة الحاسمة التي سيعلن فيها الشخص الذي سيتربع على قصر الإليزيه ل5 سنوات، وانطلاق الحملات الدعائية الرسمية يوم الاثنين، عاد هولاند إلى صدارة استطلاعات الرأي العامة رغم محاولات ساركوزي الكثيرة لاستقطاب كافة طوائف الشعب الفرنسي.
وبعد أسابيع من شائعة تفيد تلقي ساركوزي مساهمة مالية هائلة من الرئيس الليبي الراحل، معمر القذافي، في أثناء حملته الانتخابية للرئاسة عام 2007، ظهر سر جديد يكشف صفقة كان سيجريها ساركوزي مع الرئيس الليبي السابق، معمر القذافي.
فجرت السر آن لوفيرجون، الرئيسة التنفيذية السابقة لمجموعة أريفا النووية الفرنسية المملوكة للدولة، واتهمت ساركوزي بأنه كان يسعى إلى بيع مفاعل نووي لتستخدمه ليبيا في تحلية المياه المالحة في عهد القذافي، وإنها عارضت هذه الفكرة بشدة، وأضافت: "الحكومة التي كان يفترض أنها مسؤولة كانت تدعم هذا الأحمق، تخيل لو فعلنا هذا كيف كان سيصبح شكلنا الآن".
ووسط دعوات إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، دعا ساركوزي إلى ضرورة المشاركة محذرين من خطر الامتناع عن التصويت الذي قد يؤدي إلى إضعاف الممارسة الديمقراطية. فيما قال هولاند: "أذهبوا للتصويت من أجل النصر".
وكان معهد إيفوب البحثي قد نشر استطلاع حديث للرأي في صحيفة جورنال دو ديمونش، وكانت نتيجته أن 32% من الفرنسيين لن يشاركوا في الجولة الأولى، ويرى محللون أن السبب وراء ذلك عدم تطرق أي من المرشحين للقضايا الاجتماعية والاقتصادية الأكثر أهمية لمعظم الفرنسيين، مثل البطالة والأزمة الاقتصادية، والتركيز فقط على مشكلات الهجرة والأمن الداخلي.