رغم الاختلاف معه أحيانا بسبب طريقة تفكيره وقراراته الغريبة، فإنه لا يختلف اثنان على قدرات عمرو زكى لاعب الزمالك والمنتخب الوطنى الفنية والبدنية، التى جعلته محط أنظار واهتمامات أندية عالمية، خصوصا أنه دائما ما يكون له بصمة واضحة عند مشاركته مع الأبيض. «البلدوزر» يعد أحد أهم الهدافين فى القلعة البيضاء ومنتخب مصر، وما بين صعود وهبوط مر بهما المهاجم الدولى، سواء فى مستواه الفنى أو خلال علاقاته مع الآخرين، كشف زكى كثيرا من الأسرار ل«التحرير» خلال السطور التالية: ■ فى البداية نود أن نعرف رأيك فى أحداث بورسعيد والشهداء الذين سقطوا خلال مباراة المصرى والأهلى؟ - ما حدث فى المباراة كارثة لم تشهدها كرة القدم على مر التاريخ، وأنا فى حالة ذهول منذ وقوع الكارثة، لأن ما حدث بعيد تماما عن كرة القدم وأعتقد أنه مدبر، وأشفق على أهالى الشهداء الذين لا يمكن تعويضهم عن أبنائهم. ■ كيف تأثرتم كلاعبين بهذه الكارثة ومدى انعكاسها عليكم داخل الملعب؟ - نحن فى النهاية بشر، وبعد الكارثة لم يكن لدينا «نفس» للتدريب أو ارتداء الفانلة والشورت، بسبب هول المذبحة، ولكن تحاملنا على أنفسنا بقدر الإمكان، لكن فى الوقت نفسه لا بد أن تكون هناك ضمانات صارمة حتى لا تتكرر المجزرة مرة أخرى، لأن حياة كل شخص أهم من لعبة كرة القدم. ■ وما قصة تفكيرك فى الاعتزال بعد هذه الأحداث خصوصا أن البعض اتهمك بعمل شو إعلامى؟ - بصراحة فكرت فى الاعتزال فعلا، ومررت بحالة نفسية سيئة بعد الأحداث وكرهت الكرة، لأنه من الصعب أن تتحول كرة القدم إلى مجزرة يموت فيها شباب أبرياء، لا ذنب لهم سوى حبهم للاعبين وناديهم، وزحفهم خلف النادى لتشجيعه، ووقت الأزمة أبلغت حسن شحاتة بأننى لا أستطيع خوض التدريبات ولعب الكرة، لكن المعلم نجح فى احتوائى وتهدئتى وتراجعت عن قرار الاعتزال، ومن يرددون أنى أسعى لشو إعلامى بقرار اعتزالى كاذبون، لأننى لا أحتاج إلى ذلك، فأنا أكبر من مثل هذه الأمور الصغيرة. ■ هل أنت مع عودة الدورى العام من جديد خلال الفترة القادمة؟ - بالتأكيد أتمنى عودة الدورى، ولكن فى الحقيقة أرى عودة البطولة مستحيلة، وذلك لأن الأهلى والزمالك لديهما ارتباطات إفريقية إلى جانب ارتباطات المنتخبات فى مصر، ولذلك لا يوجد وقت كافٍ لمباريات الدورى إلى جانب أمور كثيرة لا بد من تداركها قبل التفكير فى عودة البطولة، ولكن أطالب بعودة دورى الدرجتين الثالثة والرابعة، لأن لاعبى هذه الأندية يعيشون ظروفا صعبة ويتقاضون مبالغ زهيدة، وتأمين هذه المباريات سهل. ■ وما هذه الأمور التى يجب تداركها قبل عودة الدورى؟ - لا بد أولا من عودة الأمن ويكون قادرا على تأمين المباريات من جديد، لأنه من الصعب أن يتم استئناف البطولة فى حالة الانفلات الأمنى، إضافة إلى ضرورة القصاص لأهالى الشهداء من الجناة الحقيقيين، ومعاقبة النادى المصرى بعقوبة مناسبة طبقا للوائح والقوانين. ■ فى ظل الإصابة التى تعانى منها، نريد معرفة موعد عودتك إلى التدريبات الجماعية؟ - أؤدى حاليا بعض التدريبات التأهيلية، وكان أيمن فريد طبيب الأبيض أجرى اختبارا طبيا لى أول من أمس، وأكد عودتى إلى التدريبات الجماعية يوم 16 مارس الجارى، وبالتالى سيكون من الصعب مشاركتى فى أول مباراة للفريق خلال معسكر الإمارات، خصوصا أننى أريد التماثل للشفاء تماما قبل المشاركة فى التدريبات حتى أظهر بمستوى جيد. ■ ألا تقلقك عودة ميدو إلى قيادة هجوم الفريق وظهوره بشكل جيد فى مباراة يانج الأخيرة؟ - لا أخشى عودة ميدو، وهذا الأمر لا يسبب لى أى إزعاج أو أزمة، لأن عودته فى وجود أحمد جعفر ورزاق تصب فى مصلحة الفريق، وهو ما يجعل بيننا منافسة شريفة. ■ وماذا عن خلافاتك مع ميدو خصوصا أن هناك رواسب قديمة؟ - لا توجد أى خلافات بينى وبين ميدو، وهذه نغمة قديمة و«زهقت» من الكلام فى هذا الأمر، وعلاقتنا جيدة ولا أعرف السر وراء المحاولة لإثارة الأزمات فى الزمالك وتحديدا بينى وبين أحمد حسام. ■ بصراحة هل ستثير أى أزمة لو عدت إلى دكة البدلاء؟ - لن أثير أى أزمة فى حالة عودتى احتياطيا، ولن أعترض ما دامت هذه وجهة نظر المعلم، لأنه صاحب القرار الأول والأخير فى اختيار التشكيل. ■ بالمناسبة ما طبيعة علاقتك مع شحاتة حاليا بعد الخلاف الذى نشب بينكما بسبب أزمة المستحقات؟ - لا توجد أى أزمة بينى وبين حسن شحاتة، لأنه ببساطة أعتبره بمثابة والدى، فهو صاحب فضل كبير علىّ، وأكن له كل الحب والتقدير، إلى جانب إسماعيل يوسف، لأنهما وقفا إلى جانبى كثيرا لأعود إلى الفريق سريعا، وكل ما يثار عن وجود خلافات بينى وبين المعلم هو كلام فاضى. ■ ماذا عن أزمة المستحقات خلال الفترة المقبلة فى ظل تجميد النشاط الرياضى المحلى؟ - نرفض إثارة أى مشكلة بسبب مستحقاتنا فى هذه الفترة، خصوصا أننا تلقينا وعدا من المعلم بأنه سيتولى هذا الملف بنفسه مع الإدارة، والمدير الفنى يعلم أننا حصلنا على جزء صغير جدا من مستحقاتنا عن أول دفعة منذ شهر أغسطس الماضى، وتحملنا الإدارة فى أوقات كثيرة، وما زلنا نتحمل، ولكن للصبر حدود. ■ ما السر وراء الأداء السيئ للفريق فى مباراة يانج؟ - نحن كلاعبين تأثرنا بشكل كبير بتوقف الدورى العام، والفريق لا يشارك فى أى بطولة سوى هذه البطولة، فوضع طبيعى أن يظهر الفريق بهذا الشكل السيئ. ■ كيف ترى المباراة القادمة أمام أفريكا سبور فى دور ال32 لدورى أبطال إفريقيا؟ - المباراة صعبة، ولكن سبق ولعبنا مع هذا الفريق قبل ذلك، ونسعى إلى الفوز بنتيجة مرضية فى لقاء الذهاب لأننا لن نتنازل عن الفوز ببطولة دورى أبطال إفريقيا