قرية البهنسا «مدينة الشهداء» كما أطلق عليها قديما من أهم المناطق الأثرية بمحافظة قنا، فهي ذات قيمة تاريخية لا يستهان بها وتحوي أراضيها العديد من الأماكن «كالأضرحة والقباب والمشايخ» ذات الطابع الديني الذي يضفي عليها طابع القدسية كما يصفها معظم الأشخاص. والبهنسا التي تقع داخل مركز بني مزار لم تكتشف حتي الآن من الناحية ألآثرية ويتردد عليها مئات وأحيانا آلاف الأشخاص للتبرك بالأولياء وبالمكان نفسه، حيث سالت دماء الشهداء علي أرض البهنسا وكانت تعرف منذ وقت قريب بطريق الحصي ومن أشهر هذه الأماكن «السبع بنات» الذي تأتي إليه النساء اللاتي يردن إنجاب الأطفال بعد عجز أصحاب العلم عن علاجهن فلجأن «للدحرجة» من أعلي مكان منحدر خلف السبع بنات ثم يتخطين بئر السبع بنات ويدعين الله. وتحدث مسعود إبراهيم موسي - 34 سنة - ويعرف بنقيب السبع بنات قائلاً: إنني أعمل هنا منذ 20 عاماً بعد وفاة والدي الذي خدم المكان وراعاه أكثر من 70 سنة. عاشها في هذا المكان والذي توفي بعد عامه التسعين وكان بصحة جيدة طوال فترة حياته لأن المكان به بركة أولياء ومشايخ صالحين واختارني الحاج إبراهيم قبل وفاته لخدمة المكان من بين جميع أشقائي، وقال نقيب السبع البنات إن عدد الزوار يختلف فيوم الجمعة يشهد إقبالاً كبيراً للسيدات اللاتي يردن الإنجاب وتتراوح أعدادهن مابين 500 و700 زائر أغلبهم نساء معظمهن من القبائل العربية علي الحدود الليبية وبعد ذلك يقوم الزائرون بتوزيع الحلوي والفول السوداني علي الأشخاص الموجودين بالمكان وبعد أن تتحقق معجرة الحمل عند السيدات يأتين للمكان ثانية ويقمن بذبح الذبائح شكراً لله وللسبع بنات الطاهرات ولكن منذ وقت قريب قل الذبح بسبب ارتفاع الأسعار، أما في الأعياد والمناسبات فيرتفع عدد الزائرين لأكثر من ألف زائر. وواصل مسعود حديثه قائلاً: هناك مكان للتبرك وهو شجرة السيدة العذراء مريم بجوار الشيخ علي الجام وبئر مردوم حالياً جاءت اليه العذراء وهي تحمل سيدنا عيسي عليه السلام وكان عمره شهران واستظلت بتلك الشجرة وكانت تشرب من البئر فهذا المكان الطاهر يأتي اليه المسيحيون كل يوم أحد للدعاء والتبرك بالمكان ويأتي اليه المسلمون أيضاً وتحدثت ل «الدستور» للحاجة زينب عبدالحفيظ والتي ناهز عمرها الثمانين عامًا قائلة أعمل هنا منذ أكثر من 50 عامًا وأسكن في هذا المكان الطاهر وأنا سعيدة بذلك وأقوم بدحرجة السيدات اللاتي يريدن الإنجاب وتتم الدحرجة عن طريق نوم السيدة علي جانبها الأيمن ونختار مكانًا مرتفعًا نوعا ما عن أرض قباب السبع ثم أقوم بدفعهن من أعلي إلي أسفل المكان وبعد ذلك يأتي دور المخاطية للبئر وتتم بأن تقوم من تريد الإنجاب بالمشي علي البئر من اليمين إلي اليسار ذهابا وإيابا سبع مرات ثم تدعي الله وقت صلاة الجمعة بأن يرزقها الله مولودا ببركة هذا المكان الطاهر ولكن يجب أن تكون السيدة مقتنعة وواثقة مما تفعله حتي يعطيها الله ما تريده. وأكدت الحاجة زينب أنها تقوم بهذا العمل إرضاء لله والارتزاق منه ولكن لا أطلب من أحد أي مبلغ محدد والنساء يعطونني حلاوة حملهن. وأضافت زينب أن الأصل في الدحرجة يرجع إلي أن يوم الجمعة فيه ساعة إجابة للدعاء وهذه أرض مباركة وشريفة وربنا يقبل دعاءهم. وقالت أيضًا إن النساء يأتون للسبع بنات من كل مكان سواء متعلمين أو غير متعلمين وبيحدث لهم حمل ويأتوا لتقديم الشكر لي وللمكان ويقدموا الهدايا والنذور.