محمد نور الدين يكتب: البرلمان الذى إنتخبته غير موجود بالخدمة محمد نور الدين كنت أحسب أننا سننتظر فترة أكثر من ذلك للحكم على هذا البرلمان الذى أوشك على السقوط والحّل حتى قبل أن يكمل حتى دورة واحدة من الفصل التشريعيى وذلك بعد إحالة المحكمة الإدارية العليا لبعض مواد قانون مجلس الشعب إلى المحكمة الدستورية للحكم بعدم دستورية هذه المواد مما يعنى بطلان إنتخابات مجلس الشعب هذا الحكم الذى قد تزامن مع سقوط برلمان ما بعد الثورة أصلاً من نظرغالبية الشعب المصرى بعد أن خيّب آماله فى أن يكون برلماناً قوياً ثائراً يتعدى كل الخطوط الحمراء ولا يكيل بمكيالين كما هى العادة فى كل برلمانات مصر التى تعاقبت بالإضافة إلى ذلك الأداء الباهت الفاتر الذى لا يرتقى حتى إلى أداء المدارس الإبتدائية . فلم نرى أحداً إلا و أصبح ناقماً عليه بالطبع ما عدا المنتفعين منه لذا فهو لم ولن يكن فى يومٍ برلماناً للثورة بحق كما قلت ذلك حتى من قبل أن يبدأ عمله. وبداية أود أن اسجل أن التجاوز أوالتطاول على أى إنسان مهما كانت منزلته أو قيمته فى المجتمع هو أمر مرفوض تماماً ولا يجوز إطلاقاً ولا يقبله أى إنسان لكنى أتوجه فى نفس الوقت ببعض الأسئلة لنوابنا المحترمون من أصحاب اللحى ومن يريدون أن يقيموا شرع الله وكأننا نعيش بالكفر والعياذ بالله أولئك الذين إنبروا دفاعاً عن كل من المشير طنطاوى والشيخ حسان وكأنهم يقودون حرباً ضد التتار فى مشهد أصاب كل من رآه بالضيق والضجر والغثيان وقد أردت أتوجه لهؤلاء النواب ببعض الأسئلة : أولاً : لماذا لم يخرج نائب واحد منكم مدافعاً وشاهراً سيفه مثلما فعل دفاعاً عن الشيخ حسان والمشير طنطاوى معلناً غضبه لإقتحام الصهاينة فى حماية الشرطة الإسرائيلية لباحة المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين وتدنيسه بأقدام هؤلاء الخنازير أم أن الشيخ حسان أهم وأعلى قيمة من المسجد الأقصى يا من تطلقون على أنفسكم أنكم حرّاس العقيدة والدين ؟؟ ثانياً : لماذا لم يقبل هؤلاء النواب الإعتذار الذى تقدم به النائب زياد العليمى أم أنها محاولة لإذلاله وتركيعه ؟ ولكن مساعيهم قد خابت فى ذلك لأنه آبى إلا أن يكن حراً وهو بالتأكيد يعلم جيداً ثمن هذه الحريه الذى سيدفعه تجاه هذا الموقف لذا فقد أصّروا على تحويله لمكتب المجلس تمهيداً لمحاكمته وذبحه مع أنه من المفترض أنه زميل كفاحهم فى معركة الحرية من أجل مصر !! ثالثاً : لماذا لم يصّر هؤلاء النواب على إعتذار وزير التموين مثلما أصّروا على إعتذار النائب زياد العليمى فكل ما رأيناه هو مجرد أسف باهت من وزير مجلسى الشعب والشورى لايسمن ولا يغنى ؟ رابعاً : لماذا لم يصّر هؤلاء النواب على ضرورة أن يتقدم مصطفى بكرى هو أيضاً بإعتذار شديد اللهجة أو حتى ضعيفها للدكتور محمد البرادعى حينما إتهمه بالعمالة والخيانه لوطنه وهو مواطن مصرى له كافة الحقوق مثله مثل المشير طنطاوى والشيخ حسان ؟ خامساً : لماذا لم ينفجر النواب غضباً لمقتل آلاف المصريين الذين إستشهدوا منذ بدء الثورة إلى أحداث محيط وزارة الداخلية ؟ سادساً : إذا كان هؤلاء النواب لا يقبلوا أى إهانة لأى مواطن مصرى ونحن معهم فى ذلك بالطبع فلماذا لم يحركوا ساكناً معلنيين غضبهم لجريمة كشوف العذرية التى حدثت لبنات مصر ؟ سابعاً : لماذا يستشيطوا غضباً من أجل حقوق الشهداء والمصابين الذين إستشهدوا وأصيبوا دفعاً عن كرامة وحرية هذا الوطن ؟ ثامناً : أليست صيانة الأعراض وحمياتها من أقدس واجبات الدين فلماذا يغضب أياً من هؤلاء النواب إلى الآن لمشهد تعرى الفتاة المنتقبة ؟ والتى تعرت وإنتهكت حرمتها بالقرب من مجلسهم الموقر والذى يبدو أنه لن يكن فى يوم ما سيد قراره .. رحم الله الخليفة المعتصم الذى زأر وإنتفض دفاعاً عن العِرض حينما وصل إلى مسامعه كلمة من إمرأه تستنجد به قائلة (وامعتصماه) . وبالنظر فى أداء هذا البرلمان للقضايا الساخنة التى تتصدر المشهد السياسى الآن نجد أن البرلمان لا يمارس أى دور تشريعى وأن مجلس الجنرالات مازال هو الذى يصدر ويقر التشريعيات وأبلغ دليل على ذلك أنه قام بإلغاء قانون الطوارئ وإصدار قانون الإنتخابات الرئاسية وكأن البرلمان لا وجود له . لم يتخذ هذا البرلمان أى إجراء حيال مقتل شهداء محيط وزارة الداخلية بطلقات الخرطوش وإكتفى بتصريح السيد وزير الداخلية بأن ضباطه لم يطلقوا الخرطوش فى حين أن العالم كله رأى ضباط الداخلية وهم يطلقون الخرطوش فى سخاء وكرم حاتمى لم يسفر تقرير لجنة الصحة ببرلمان بعد الثورة بخصوص نقل المخلوع إلى مستشفى سجن طره إلى شيئ وسيظل كما هو يلقى العناية والرعاية بالمركز الطبى العالمى وكل لجنة وأنتم طيبين أما بالنسبة لمجزرة بورسعيد فما زالت لجنة تقصى الحقائق نائمة فى بياتها الشتوى ولا أحسب أنها ستخرج علينا بأى جديد تماماً مثلها مثل اللجنة التى سبقتها بخصوص نقل المخلوع إلى مستشفى سجن طره إذن مازال مجلس الجنرالات يجمع تحت قبضته كافة السلطات بما فيها السلطة التشريعية فى ظل عدم وجود برلمان ثورى قوى يعبر عن الثورة ويسعى لتحقيق أهدافها ومطالبها وهو ما كان يعقد عليه الشعب آماله حينما خرج لينتخب برلماناً وهو يظن أنه سيكون بحق برلماناً يعبر عنه ويحقق آماله .. فوجد البرلمان الذى إنتخبه أنه برلماناً غير موجود بالخدمة . (يخطئ من يظن أن الثورة فى الميدان فقط) الثورة مستمرة