نظرية المؤامرة، يمكن تطبيقها هنا على الطرح المنادى برئيس توافقى، يرضى عنه المجلس العسكرى، وبتلك النظرية، فسر المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية حازم صلاح أبو إسماعيل، الحديث الملح حاليا حول فكرة «التوافقى»، معتبرا أن المرشح التوافقى الحقيقى، هو من تتوافق عليه فصائل الشعب، بكل اتجاهاتها بحرية، أما الرئيس التوافقى الذى يحاول المجلس العسكرى أن يفرضه لإرضاء جهات خارجية، فهو أمر تم التخطيط له عالميا، وموجه إلى جميع البلدان العربية، ولا يمكن تسميتها إلا مؤامرة على مصر. أبو إسماعيل قال، فى درسه الأسبوعى بمسجد أسد بن الفرات مساء أول من أمس، إن الثقافة العالمية، فى جميع البلدان التى تنتهج الديمقراطية، لا تعترف سوى بالمرشح التنافسى، لكن المجلس العسكرى يريد أن يقول للعالم كله «أنا لست بشرا مثلكم»، فهو يريد مرشحا يرضى العدو الخارجى، حيث إن فكرة الرئيس التوافقى لا يمكن تطبيقها، إلا إذا توافقت على المرشح فصائل سياسية حرة، لكن «العسكرى» يريد مرشحا توافقيا يصنع منه خميرة إقليمية يقتلع بها نتائج الثورات. المرشح المحتمل أبدى تخوفه من نجاح المجلس العسكرى فى استكمال مخططه وتضييع الثورة، وقال إنه حال توليه رئاسة الجمهورية سيجعل من المؤسسة العسكرية رمزا وطنيا، وستبدأ مرحلة تكريم الجهات العسكرية، لأنه لن يجعلها تحيد عن المهمة التى خلقت من أجلها، موضحا أن جميع الرؤساء السابقين كانت قراراتهم السياسية تتصادم مع المؤسسة العسكرية، وهو ما لا يمكن أن يحدث حال توليه الرئاسة. مصر -حسب أبو إسماعيل- تعيش أشد وأخطر أوقاتها، لأن «العسكرى» لا يريد تسليم السلطة بشكل هادئ، بل يحاول التدخل فى كل الأمور السياسية، وتناسى أن الشعب المصرى لم يتصادم معه حين تسلم البلاد، بل وقف بجانبه واحتفل به، لكن المجلس العسكرى -حسب قوله- انتابه الغرور، وظن أنه السلطة الوحيدة التى حصلت على الشرعية من الشعب، فصدَّر مجلسه الاستشارى ليمهد للكارثة المنتظرة، التى تتمثل فى أن المجلس العسكرى هو من سيضع المعايير التى سيتم من خلالها وضع الدستور. أبو إسماعيل، أبدى تفهمه لموقف كل مرشحى الرئاسة، الذين قرروا الانسحاب من سباق الانتخابات، بعدما شاهدوا انتهاكات المجلس العسكرى، متوقعا وقوع معركة بينه والمجلس العسكرى، حينما يتدخل الأخير فى وضع الدستور، واختيار الهيئة التأسيسية والمرحلة التى تسبق انتخابات الرئاسة، وأكد أن جميع مرشحى الرئاسة يدرسون الانسحاب، وهاجم فى الوقت نفسه بعض مرشحى الرئاسة الذين -حسب قوله- يلتفون على الناس ويحاولون توجيه رسائل ذات صناعة لفظية لإرضاء النقيضين والتلاعب بالجمهور، واصفا إياهم بذوى الوجهين.