خبير إسرائيلي: المبحوح كان يقود عمليات تهريب الأسلحة لغزة.. ومن سيتولي مهمته أفضل منه محمود المبحوح مثل كرة الثلج التي تتعاظم باستمرار لا تزال تنطلق بقوة فضيحة مقتل قيادي حماس محمود المبحوح في فندق بستان روتانا في دبي، واللافت للانتباه أن مستوي أداء وحدة الاغتيال الإسرائيلي ومستوي التخطيط يمكن اعتباره أقل من العادي، وأن تل أبيب الآن في ورطة حقيقية ولا يمكنها الاحتفال علي غرار ما حدث في أعقاب اغتيال فتحي الشقاقي في مالطة أو العالم النووي الإيراني مسعود محمدي في طهران. ولا شك أن كرة الثلج بسقوطها المدوي ستحرج أيضاً من (تعاونوا) مع إسرائيل، ستجبرهم علي دفع الثمن، وسط اتهامات بتورط قيادة في فتح علي مستوي محمد دحلان في العملية. أحدث التطورات في هذا الملف تتمثل في قرار الحكومة البريطانية إصدار ستة جوازات سفر جديدة لمواطنيها المقيمين في إسرائيل بعد أن تم تقليد جوزات سفرهم ومنحها لعناصر خلية اغتيال قيادي حماس المبحوح في دبي. ووفقاً للسفارة البريطانية في تل أبيب فقد تمكن طاقم السفارة من الاتصال بالفعل بأربعة من الستة بعد أن أصبحوا ملاحقين من قبل الإنتربول الدولي. وفيما يتعلق بسهولة تزوير جوزات السفر البريطانية أكد وزير الخارجية البريطاني في تصريحات صحفية أن الجوازات المقلدة قديمة ولم تنتج بتكنولوجيا متقدمة مما سهل تزويرها. وكانت صحيفة هاآرتس قد أبرزت أن وزير خارجية حكومة الظل في بريطانيا صرح بأنه من المحتمل جداً أن تكون الحكومة البريطانية علي علم مسبق بعملية اغتيال المبحوح بجوازات سفر بريطانية. في الوقت نفسه، قللت مصادر إسرائيلية مطلعة من قدر الأزمة الدبلوماسية مع بريطانيا وإيرلندا وفرنسا وألمانيا والنمسا، وزعمت أن بعد جلسات الاستماع التي طلب فيها من السفراء الإسرائيليين تقديم تفسيرات لفضيحة مقتل زعيم حماس محمود المبحوح سينتقل التعامل مع هذا الملف للأجهزة الأمنية. وعلي صعيد الخلافات الداخلية حول العملية وعواقبها رفض الكاتب المتشدد يعقوف عميدور في العدد الأسبوعي من صحيفة «يسرائيل هيوم» انتقادات من لا يعملون لمن يعملون. وقال: هناك صحفيون لا أعلم دوافعهم الحقيقية التي تجعلهم يسعون لكشف من قتل المبحوح حقاً لأنني أري أن العالم دون المبحوح أفضل، وستكون قدرة حماس علي المناورة أصعب لو تمت ملاحقة عناصرها في جميع أنحاء العالم. لقد قامت بالمهمة مجموعة من النساء والرجال علي كل ما يبدو غادرت أبو ظبي بالفعل، ولا أدري لماذا تتم ملاحقتهم وملاحقة من أرسلهم للقيام بهذه العملية الصحيحة. ولا يجب أن تمنعنا أجهزة الرقابة الحديثة من كاميرات تصوير متقدمة وغيرها في الأماكن العامة من شن العمليات السرية. وفيما يتعلق بالعملية يمكن اعتبارها «عملية ناجحة غير كاملة»، لأنها لم تضع في الحسبان القدرات المتوفرة في أبو ظبي التي مكنت السلطات هناك من فك طلاسم العملية. وطالما استمر (الإرهاب) في إسرائيل والعالم سنحتاج لرجال من نوعية هؤلاء الذين قاموا بعملية أبو ظبي لأنهم قاموا بالنيابة عنا نحن المدنيون بالعمل القذر. يجب توجيه الثناء إلي منفذي العملية ومن كلفوهم بها، وليس إدانتهم وإتاحة الفرصة أمامهم لاستخلاص الدروس المستفادة. وفيما يتعلق بمصير رئيس الموساد أكد مصدر إسرائيلي مطلع لصحيفة «يسرائيل هيوم» أن رئيس الموساد مئير دجان لن يستقيل في هذه الفترة، حتي لا يعد هذا اعترافاً إسرائيلياً رسمياً بارتكاب الاغتيال. في حين اختلف الخبير الأمني يوسي ميلمان مع زميله أمير أوران علي صفحات جريدة هاآرتس حيث تبني الأول الإبقاء علي رئيس الموساد، بينما طالب الثاني بإقالته فوراً. جدعون ليفي كتب في نفس الإطار في هاآرتس يقول: حتي لو تمت عملية الاغتيال بنجاح وعاد المنفذون لقواعدهم دون جلبة ما هي الفائدة، لقد قتلنا محمود وسيجيء لنا محمد، فقد جربنا من قبل هذا الحل دون جدوي فقد اغتلنا زعيم حزب الله موسوي فجاء لنا نصر الله، وإذا كان المبحوح يهرب أسلحة إيرانية فإن من سيأتي بعده سيكون أفضل وأمهر. ولا يمكن تجاهل شعور كل إسرائيلي خارج إسرائيل منذ اغتيال عماد مغنية القائد الميداني لحزب الله. الخبير الأمني الإسرائيلي شلوموه زسنا قال من جانبه عن عملية المبحوح : نظراً لخطورته سعت الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية لاغتيال المبحوح في غزة كرد علي تورطه في قتل جنديين إسرائيليين. وبعد ذلك لاحقه الموساد في أرجاء الشرق الأوسط خاصة بعد التأكد من دوره في تهريب الأسلحة لقطاع غزة. وكانت الخطة هي قتله وتصوير الأمر علي أنه مجرد أزمة قلبية. وكان من الممكن أن تصدق حتي حركة حماس هذا السيناريو لولا تبينها اتصال اثنين من الفلسطينيين مقيمين في الأردن بخلية الاغتيال!! وفي الإطار نفسه انتقد بشدة المقال الافتتاحي ل«هاآرتس» تعريض مواطنين إسرائيليين للخطر بسرقة جوازات سفرهم أو الادعاء بذلك استخدامها بواسطة خلية الاغتيال في دبي. وقالت الصحيفة : الخوف من سرقة الهوية يذكر بأنظمة استبدادية لا تراعي مصالح المواطنين. وهذا من شأنه إخافة اليهود في كل البلدان الغربية الراغبين في الهجرة إلي إسرائيل حتي لا يتورط باسمه في قضايا تجسس وتخريب في أرجاء العالم. وفي المقابل أشاد إيتان هابر بالعملية في جريدة يديعوت أحرونوت، لأن المبحوح كان يمثل خطورة كبري علي الرغم من عدم معرفة الإعلام والجمهور الإسرائيلي به من قبل، مطالباً بإخفاء منفذي العملية عن الأعين وتغيير ملامحهم فوراً.