كان كمال أبوعيطة يعرف أن حربه مع اتحاد العمال لن تنتهي قريبا ولن تكون سهلة، خاصة أن لطمته علي وجه حسين مجاور رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر كانت قوية بالفعل، فإنشاء أول نقابة مستقلة في ظل سيطرة العواجيز ورجال الحزب الوطني وأفراد الأمن علي باقي النقابات التابعة للاتحاد العام كانت معجزة وتأكيداً علي أن العمال لديهم القدرة علي إنشاء نقابات مستقلة عن الدولة المتمثل في اتحاد العمال، وهو الأمر الذي أثار غضب وخوف مجاور، آخر هذه الحروب كان إعلان حسين مجاور عن تشكيل أول مجلس لإدارة النقابة العامة الجديدة للعاملين بالمالية والضرائب والجمارك برئاسة سيد محمد قاسم أمين صندوق المساعد للاتحاد العام مجاور بهذه النقابة يريد أن يضرب النقابة المستقلة للضرائب العقارية، لكن تاريخ كمال ورفاقه يؤكد أن كل ما يقوم به مجاور و«شلته» لعب، يعرف مجاور قبل غيره أنه لن يفيد في شيء، كمال أبوعيطة رئيس أول نقابة مستقلة لموظفي الضرائب المستقلة ضرب المثل أمام من يريد أن يتعرف علي العمل النقابي بشكله الحقيقي، فالمتابع لكيفية تشكيل النقابة المستقلة يعرف أن أبوعيطة رجل نقابي من الدرجة الأولي عرف كيف يجمع حوله موظفي الضرائب منذ إضرابهم الشهير أمام مجلس الوزراء، وحتي تشكلت نقابتهم، بل حتي الآن. أبوعيطة شخص يحتاج إلي دراسات كثيرة، فهو السياسي والموظف والثائر والنقابي وأصبح عند موظفي الضرائب العقارية زعيما أيضا، كل هذه الأشياء في شخص واحد ولا تطغي واحدة علي الأخري فهو السياسي الناصري المتشدد والموظف المجتهد ورئيس مصلحة، والثائر الذي قاد موظفي الضرائب العقارية في اعتصامهم الشهير أمام مجلس الوزراء، وهو النقابي الذي استطاع تشكيل نقابة مستقلة.