عمرو أنور اروع الاحداث هو الذى يتم فى الوقت المناسب بالطريقه المناسبه و بواسطة الاشخاص المناسبين .. فهنا تكون المعادله فى اقرب صورها الى الاكتمال .. و لنتخيل سويا ثورتنا الحبيبه ماذا عنها ؟ هى حالة وعى عادت بعد طول تغييب و تزييف .. حالة رفض صرخت بعد طول خضوع و استسلام .. حالة توحد بعد طول تفرق وصراع .. تجمع الشرفاء من اجل وطن . فغابت الانا وعلا صوت نحن .. انزوت الخلافات و تلاقت الرغبات .. فوجدنا ان ما يجمعنا اكثر بكثير مما قد نفترق بسببه .. ولم تكن من وسيله الا الثوره .. ذلك الفعل المفعم بالوطنيه بالتضحيه بالشجاعة بعشاق الحريه ..كانت الثورة حلم عجز خيال الكثيرين عن رسم ملامحه .. كنا جمعيا يائسين من الواقع بكل مراره مستسلمين للصوص و الفسده و المتجربين .. و كانت اللامبالاه تضمنا اجمعين .. حتى انتفض صناع التغيير فايقظوا فى القلوب الامل و احيوا بداخلها الحماس و الهبوا الارواح فزهدت حياة العبيد ومالت الى حريه او شهاده ..وكانت كلمة السر الارادة تدعمها الوحده يروج لها الامل .. الى هنا كان المشهد يجسد اى روعه واى عظمه واى سمو ممكن ان يكون . لكن ليس كل من لبى نداء الثوره فعل ذلك من اجل حرية و كرامة و عدالة اجتماعيه .. فما ان بدا فى اخر النفق ضوء .. حتى سقطت الاقنعة عن المتاجرون و المتواطئون و سمح للسذج و المزايدون ان يثرثرون ..فانفلت عقد وحده الهدف و الحلم و المسار و لان السذاجه فى مجتمعنا لازالت هى الغالبه ولان المزايدون يعرفون كيف يؤثرون فى السذج و يدفعونهم الى حيث يريدون . سرعان ما تملل السذج من درب الحريه و صعابه .. وكأنهم تهيئ لهم ان الحريه التى تبذل من اجلها الارواح و يدفع فى سبيلها خيرة الشباب الاعمار .. ستأتيهم على طبق من ذهب بلا تحمل بلا صبر بلا اصرار .. و انتهز ذيول الفسده هذا الوضع فعادوا فى اثواب جديده مع الرابح بعد الثوره .. لا يهم ما كنوا عليه فالناس سرعان ما تنسى المهم ما اصبحوا عليه .. وشنوا الحملات تلو الحملات على رموز الثوره و فكرتها و احلامها .. و صدقهم السذج كالعادة و انقادوا لهم كما اعتادوا .. وها هى الثوره تقاوم و تقاوم محافل الذكرى .. و ها هم الثوار لم يلقوا الراية بعد و يقاومون فى كل اتجاه .. ليس شرط للثوره ان تنتصر ولا للثوار ان يكونوا هم الرابحين .. يكفى الثوره انتصارها على من كفروا بمدى امكانيه قيامها ومن قاموا ميلادها ومن تخلوا عنها .. و يكفى الثوار ان اى منهم حين يسلم روحه لبارئها سيكون قانع انه فعل ما يستطيع و لم يبخل و لم يجبن و لم يرضى بدور العبد وسط خضوع العبيد .. أن ثورتنا هى حلم قام لاجل اسباب لا افتراء فيها ولا تهويل .. لكنه لم يجد كثيرون يليق بهم ان يتحروا من اطار العبيد.. و كان الصمم هو السائد فما سمع من يحاربوا الثوره و الثوار ان الحريه قد تحمل مستقبل جديد.