طالبت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بإقالة مائير داجان رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، وذلك بعد « الفضيحة » التي سببها لإسرائيل وكشف شرطة دبي تورط عملاء جهازه في تصفية محمود المبحوح القيادي بحركة حماس في 20 من يناير الماضي. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها بعنوان «عملية دبي الفشل العظيم » إلي أن عملية اغتيال المبحوح والتي بدت للوهلة الأولي من أسابيع كعملية باهرة وعظيمة وسرية قام بها طاقم محترف ومتخصص تحولت الآن إلي أفشل عملية في تاريخ الموساد الإسرائيلي . وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن هدف العملية تحقق وهو مقتل محمود المبحوح القيادي بحماس وغادر طاقم الاغتيال الإمارة الخليجية خلال ساعات من تنفيذها ، وتلقي رئيس الموساد التهانئ والمديح خلال جلسات الحكومة واحتفلت تل أبيب بالنصر. لكن الصحيفة أضافت أن الوكالة الاستخباراتية الإسرائيلية التي قامت بالاغتيال تقصد الموساد نسيت عدة ملحوظات مهمة جدا علي رأسها أننا لسنا في فترة السبعينيات حينما كان من السهل اغتيال أي «إرهابي» فلسطيني في قلب بيروت أو أوروبا والاختفاء بعدها ، لم تكن الكاميرات موجودة وقتها، أما الآن فالتكنولوجيا تسيطر علي حياتنا وبعض أجهزة التصوير في فنادق دبي كشفت العملية كلها. أما الخطأ الثاني للموساد حسب يديعوت فهو استهانة رجاله بذكاء وخبرة شرطة دبي ، والذين قاموا بمهمة الكشف عن الطاقم بكل جدية، وخلال أسابيع معدودة نجحوا وبتفوق في تجميع كل قطع اللغز الناقصة وحلها ، وتمت معرفة أسماء منفذي عملية التصفية بالكامل، وصورهم ودور كل واحد منهم في عملية الاغتيال والمدد الزمنية للعملية من تعقب للمبحوح والتنفيذ، موضحة أن الشيء الوحيد الذي لم تنجح فيه شرطة الإمارة هو الإشارة إلي الموساد.. المنظمة السرية التي اغتالت القيادي الحمساوي. كما أضاف أن كشف دبي لتفاصيل جوازات السفر المزيفة ووجوه عملاء الموساد أمام كل وسائل الإعلام «حرق» هؤلاء العملاء، ومن ثم فشلهم في تنفيذ أي مهمة استخبارية بعد ذلك، ناهيك عن عدم تمكنهم من الخروج من إسرائيل خلال السنوات المقبلة خوفاً من الانتقام علي يد حماس، موضحة أن حقيقة وجود 7 من منفذي العملية وإقامتهم في إسرائيل صَّور تل أبيب في مظهر المتهمة رقم 1 بتصفية المبحوح. وفي تقرير آخر لنفس الصحيفة نشرت «يديعوت» تحقيقاً حول اختفاء أحد أصحاب الأسماء التي وردت في قائمة منفذي عملية اغتيال المبحوح،وقال مراسل الصحيفة الذي زار مستوطنة « جفعات هشلوشا» التي يسكن بها المتهم أنه كان يبحث عن «ملامح» جيمس كلارك لافتا إلي أن السكان رفضوا التعاون معه ونصحوه بمغادرة المكان، وهناك من وصفه ب«البطل» وهو ما يؤكد مشاركته في عملية الاغتيال. وأكد المراسل أن الشخص تلاشي عن الأنظار وغادر مكان سكناه في المستوطنة، مضيفاً أن السكان تلقوا تعليمات بعدم التعاطي أو التعاون مع وسائل الإعلام، مشيرا إلي أن كلارك «لا يرد علي الهاتف»كما أن منزله مغلق تماماً «موضحا أنه بعد عدة محاولات اتصال فاشلة قام بالسير في شوارع المستوطنة محاولاً إيجاد رموز أو علامات تقود للشخص لكن الرجل تبخر واختفي» حسب التقرير . وطالب عمير أورين الخبير السياسي بصحيفة هاآرتس بإقالة داجان ووصفه بأنه «مولع بالقتال واستعمال القوة» متوقعاً نشوب خلاف مع بريطانيا وأيرلندا وفرنسا وألمانيا وهي الدول التي تم استخدام جوازات سفر مزورة منسوبة إليها في اغتيال المبحوح، مضيفاً في تقرير له بالصحيفة أمس «أياًً من كان نفذ الاغتيال وبغض النظر عن توصله لشكل من أشكال الترتيب مع الدول الغربية الغاضبة فإنه لايزال ملتزم أمام شعبه». في المقابل أعلن مصدر مقرب من داجان عن أن الأخير لا يري سبباً للاستقالة بسبب اغتيال المبحوح، وأنه ومن غير المرجح أن يطلب منه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا، موضحاً في تصريحات لصحيفة معاريف العبرية أمس أن الاستقالة ستكون بمثابة إعلان واضح وصريح من إسرائيل بمسئوليتها عن عملية اغتيال المبحوح، وفي صعيد متصل زعمت صحيفة سوددويتشي تسايتونج الألمانية في تقرير لها أمس أن الموساد الإسرائيلي قام بإدارة عملية تصفية المبحوح من غرفة قيادة تم إنشاؤها بالنمسا، لافتة إلي أن معظم أفراد فريق الاغتيال استخدموا أرقاماً هاتفية نمساوية وأجروا مكالمات هاتفية مشفرة من دبي إلي النمسا. وذكرت تسايتونج أن جميع أفراد خلية الاغتيال كانوا قد طاروا إلي دبي من دول أوروبية بفارق ساعات معدودات بعضهم عن البعض الآخر: 5 توجهوا إلي دبي من ألمانيا (ميونيخ وفرانكفورت)، 4 من زيورخ، 2 من باريس و-4 من روما، ونقلت الصحيفة عن مصادر بالداخلية النمساوية تأكيدهم استخدام طاقم الاغتيال بطاقات نمساوية لهواتف نقالة، موضحين أن طاقم الاغتيال استخدم 7 شرائح هاتفية بأرقام تتبع بأشركة (تي موبايل موستيريا) النمساوية وأنه تم الاتصال عبر النمسا عدة مرات من قبل أفراد المجموعة.