رجحت الصحف الإسرائيلية الثلاثاء أن يكون جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) دبر اغتيال احد قادة حماس في دبي وذلك بعد صور بثتها الاثنين شرطة الإمارة الخليجية. وعنونت صحيفة هآرتس "أسلوب الموساد"، إلا أنها تجنبت تحديد انتماء المجموعة لجهاز محدد. وكتبت الصحيفة أن "دقة الاستعدادات تذكر بعمليات الموساد في الماضي". من جهتها, تساءلت صحيفة "يديعوت احرونوت" "هل ينتمون إلى الموساد؟"، مشيرة إلى أن صور جوازات سفر المشتبه بهم التي نشرتها سلطات دبي تظهر الشبه القائم بين منفذي العملية "وأي إسرائيلي عادي". كما تساءلت صحيفة "معاريف" بشيء من السخرية "هل تعرفتم عليهم؟". وأشارت وسائل الإعلام إلى الصعوبات الجديدة التي تواجهها الأجهزة السرية بسبب وجود كاميرات مراقبة قد تكشف عناصرها. وكتبت "يديعوت احرونوت": "ولى الزمن الذي كان فيه بالإمكان تصفية شخص ما بعيدا عن مرأى ومسمع أي كان ويبقى معرفة ما إذا كان الذين أرسلوا عناصر الكومندوس إلى دبي وحرصوا على تنكرهم، سيجرؤون على إرسالهم مجددا إلى بلد آخر بعد نشر صورهم في الصحف". وكان الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي قد قال إن 11 شخصا يحملون جوازات سفر أوروبية بينهم امرأة، متورطون في اغتيال محمود المبحوح في 20 يناير في دبي, ولم يستبعد خلفان تورط الموساد أو أطراف أخرى في عملية الاغتيال في حين تتهم حماس الموساد وتلزم السلطات الإسرائيلية الصمت بهذا الشأن. وكان محمود المبحوح الخمسيني مسئولا عن خطف جنديين إسرائيليين في بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993) قتُلا لاحقا علاوة على التخطيط للعديد من العمليات المضادة لإسرائيل، بحسب حماس. لكن وسائل إعلام إسرائيلية أشارت إلى أنه مزود مهم لحركة حماس بالسلاح هو ما جعله مستهدفا من الموساد. يذكر أن الموساد حاول في سبتمبر 1997 اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في عمان. وكانت المخابرات الإسرائيلية قد نفذت عدة اغتيالات لقياديين فلسطينيين في الخارج بينهم خليل الوزير (ابوجهاد) أقرب مساعدي ياسر عرفات الزعيم الفلسطيني التاريخي في أبريل 1988 في عملية إنزال في العاصمة التونسية، وفتحي الشقاقي مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في أكتوبر 1995 في مالطا.