شددت شرطة دبى من ضغطها على رئيس الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد» مائير داجان أمس، فى قضية اغتيال القيادى البارز فى حركة المقاومة الإسلامية حماس محمود المبحوح، وطالبته بأن يكون مثل الرجال ويعترف بارتكاب الجريمة، وذلك فى تطور للقضية التى ارتكبت فى 18يناير الماضى، على أرض دبى، وتفاعلت دوليا وإقليميا نتيجة استغلال القتلة جوازات سفر عدة دول أوروبية مزورة فى العملية. ودعا القائد العام لشرطة دبى الفريق ضاحى خلفان فى تصريحات نشرتها صحيفة «الإمارات اليوم» أمس، رئيس الموساد مائير داجان إلى الاعتراف بمسؤولية جهازه عن قتل المبحوح، وقال خلفان: «المفترض برجل مثل مائير داجان أن يقر بجريمته ما دام يرى أن هذا من صميم عمله أو ينفى تورط جهازه نفياً قاطعاً، لكن تصرفه بهذه الطريقة يعكس خوفه وإلا فليعترف مثل الرجال بمسؤوليته». ونقل موقع «العربية. نت» عن خلفان قوله إن داجان ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو «سيكونان معاً على رأس قائمة المطلوبين دولياً فى الجريمة، وأضاف: «سيتم ذلك إذا ثبت بشكل قاطع أن الموساد هو مرتكب الجريمة، وعندما يتخلى داجان عن (جبنه) ويعلنها صراحة أنه المسؤول عن التخطيط والتنفيذ لتلك الجريمة»، وقال إن «الثابت حتى الآن أن غالبية هؤلاء القتلة الذين تم الإعلان عنهم من جانب شرطة دبى يتواجدون فى إسرائيل». وحول تداعيات الجريمة عالميا، عززت أستراليا ضغوطها على إسرائيل فى قضية جوازات السفر المزورة التى استخدمها منفذو الجريمة موضحة أنها لم تحصل بعد على رد مُرضٍ من تل أبيب بعد استدعاء سفيرها يوفال روتم فى كانبيرا، وقال رئيس الوزراء الأسترالى كيفن راد إن حكومته «تتبنى موقفاً صارماً جداً» فى الدفاع عن نزاهة نظام منح جوازات السفر فى البلاد وتأخذ على محمل الجد الاتهامات بأن قتلة فى الموساد انتحلوا هويات أستراليين، محذرا من أن علاقات الصداقة بين البلدين باتت مهددة وفى المقابل، ذكرت مجلة «إيكونوميست» البريطانية أن اختيار دبى - التى ترتبط بعلاقات ودية مع الغرب لتنفيذ العملية أربك البعض فى دوائر الاستخبارات الإسرائيلية، ويرغب البعض حاليا فى أن يفسح داجان الذى يتولى رئاسة الموساد منذ 8 سنوات، الطريق أمام قيادة شابة تتولى مهام الجهاز، غير أن مطلعين على ما يدور بالموساد يقولون إن «داجان» يوارى الخلفاء المحتملين له، مما يصعب على نتنياهو إعفاؤه من منصبه. وتوقعت المجلة أن يشهد الموساد صراعا على المناصب فى وقت سيئ بالنسبة لإسرائيل، حيث جاءت حادثة دبى فى وقت تواجه فيه إسرائيل أصعب اختبار فيما يزيد على عقد من الزمان. وبدورها، ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن الصور الظاهرة فى جوازات سفر منفذى اغتيال المبحوح تم العبث بها بحيث يصعب التعرف عليها مما يؤكد عدم قصور الموساد الذى نفذ عملية الاغتيال». وأضافت: «بحسب الفحص تم إجراء تغييرات معينة فى الصور الحقيقية للعملاء شملت ألوان العيون وملامح الشفاه وعظام الخدود ولون البشرة وطول الجبين.