يبدو أن الحزب الغير وطنى و الغير ديموقراطى قد بعث من جديد بأفكاره وأساليبه وأتباعه وجاذبيته إستقطابه للعديد من المتملقين وعبيد السلطة فبعد أن سيطر حزب الحرية والعدالة على مقاعد البرلمان وإقترابه من تشكيل الحكومة القادمة وربما يكون رئيس الدولة القادم هو أيضاً من أتباعه وبعد أن تأكد لهؤلاء المتملقين والطامعين فى رضا السلطان حتى بدأ سيل النفاق الذى لا ينفذ من خزائن هؤلاء المنتفعين . وما نشرته صحيفة المصرى اليوم بعددها الصادر بتاريخ الخميس 12 من يناير خبراً لهو أكبر دليل على ما أسلفت ويشير هذا الخبر إلى أن تلاميذ الصف الثانى الإعدادى بمدرسة القنايات الإعدادية بمحافظة الشرقية قد فوجئوا بسؤالين أحدهما يصف الثوار بالمفسدين والثانى يطلب منهم إرسال تهنئة لحزب الحرية والعدالة لحصول مرشحيه على المركز الأول فى إنتخابات مجلس الشعب . وماصرحت به أمينة المرأة بحزب الحرية والعدالة بأن النساء اللائى خرجن فى جمعة الحرائر أنهن عميلات ومأجورات وصاحبات أجندات خاريجية ولا تعليق على مثل تلك الإرهصات فمثل هذا الكلام لا يستحق عناء الرد عليه فهو أقل من أن يعار من الأصل إهتماماً !!!! تماماً مثلما كان يحدث فى أيام المخلوع حينما كانت المناهج التعلمية تمجده وتمجد أعماله بدءاً من الضربة الجوية الأولى إلى تحرير بيت المقدس !!! ويبدو أن من قاموا بوضع تلك الأسئلة هم ومن أمروهم بذلك لم يتعلموا من أخطاء من سبقوهم أو أنهم لم يعوا الدرس جيداً فهكذا كان يفعل المخلوع وحزبه وأعوانه لإخفاء الحقيقة وتغييب الشعب المصرى ويبدو أن مقولة لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين لم تسمعها آذانهم ويبدو أن حملة المباخر لا يندى جبينهم خجلاً من تلك الأفعال وأنهم لا يكلّوا ولا يملّوا من ممارسة النفاق والتملق . نحن الآن أمام إعادة ممنهجة ومنظمة لعودة الحزب الوطنى إلى الحياة لكن بشكل وأسم جديد وبنفس الأساليب المتبعة من قبل فأصبح كل من يوالى الحرية والعدالة هو من الأحباب ومن المقربين ومن يختلف مهم فكرياً يكن من المارقين ويسب ويلعن لمجرد أنه إختلف معهم فى الرأى وقديماً قالوا أن الإختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية ولكن يبدو أنها مجرد كلمات لا تأتى ببعض ما تشتهيه الأنفس . إذن أين هى الحرية والعدالة ... لقد أصبحت شعاراً قد أفَُرغ من معناه ومضمونه و أصبح كلام أجوف لا يمت للحقيقة بأى صلةً مثله مثل الحزب الوطنى المنحل والمسحوق فهو أيضاً لم يكن له علاقة بالوطنية أو الديموقراطية . إن من يتهم الثوار بالإفساد هو نفسه رأس كل فساد و رأس كل ضلال ونفاق و كفى للثوار فخراً وشرفاً أنهم تاج على رأس هذه الأمة وأن تضحياتهم بأنفسهم وبكل ما قدموه من أجل كرامة هذا الوطن ومن أجل كرامة أبنائه كانت بلا مقابل وبلا تطلع إلى مقعد فى البرلمان أو حقيبة فى وزارة . ويا عجباً لقوم لم يدركوا بعد أن الثورة قد أصبحت هى الرئة والمتنفس الذى يحيا به كل مصرى شريف ،وأنها شريان الخير الذى يحمل الأمل فى قلب كل مواطن مصرى حر . ألم يعيى هؤلاء القوم إلى الآن أن الشعب المصرى لم يعد يطيق صبراً على هذا النفاق وتلك الأساليب البالية العقيمة وأنه لم يعد يقبل الوصاية عليه من أحد مرة أخرى وأنه قد ضاق ذرعاً بكل من هو منافق كذاب . لن يصبر المصريين ثلاثين سنة أخرى على أى نظام آخر يثبت فشله وخداعه لهم بل لن يصبر عليه حتى ثلاثة سنين . لقد إنكسر حاجز الخوف ولمن لا يعى ذلك عليه أن يدرك الآن أن المصريين فى أكتوبر 73 قد عبروا قناة السويس وحطموا خط بارليف وأنهم فى يناير 2011 قد عبروا وادى الظلم والقهر وحطموا جدار الخوف واليأس . فلن يقبل هذا الشعب من أحد أن يزايد عليه مرة أخرى وعلى من يتولى مسئولية الأمانة فى هذا الوطن أن يعى أنه جاء بإردة الشعب وأنه جاء لخدمته وعليه أن يعلم أن عصر الفراعيين قد إنتهى و أنه لن يحكم مصر مرة أخرى فرعوناً جديداً . إن الثورة لم تكن حركة قام بها الشعب فى لحظة ما بل كانت وستظل ماء الحياة الذى يروى قلوب عطشى إلى الحرية والكرامة . وأننى أسأل ذلك الذى يتهم الثوار بالإفساد وأقول له كيف طاوعك قلبك على أن تقول ذلك ألا تعلم أن هناك أمهات تنفطر قلوبهن حزناً على أبنائهن الذين ضحوا بأنفسهم من أجل بلادهم ومن أجلى وللأسف من أجلك أنت. هل الشهيد عماد عفت والشهيد مينا دانيال وغيرهم من الأبطال البررة من المفسدين . وهل البطل أحمد حرارة ورضا عبد العزيز من المفسدين . وإذا كانوا هؤلاء من المفسدين وحاشاهم من ذلك فماذا تكون أنت وماذا فعلت أنت أم تعتقد أنك من المصلحين ؟؟ إنت تخازلت وهو ضحى بنفسه . أنت تهاونت فى الحق وهو يسترده . أنت تنافق وهو يجاهد . أنت تحمل المباخر وهو يحمل ....... علم مصر ( سهم الحق لابد أن يصيب ) الثورة مستمرة