ما سيأتى من سطور هى خلاصة مراقبتى وشهادتى على إنتخابات المرحلة الثالثة ( دكرنس – شربين – محلة دمنه ) بناء على تكليف من مركز "سواسية" لحقوق الانسان ومناهضة التمييز .. والتى لا ناقه لى فيها ولا جمل - لأننى قاطعتها لأسباب يطول شرحها هنا - وقبل أن أبدأ لى رجاء من أنصار كل تيار شارك فى هذه المرحلة ألا وهو أن يتحلى بالشجاعة الكافية ليقر أو ينفى ما أنا بصدد عرضه . بدايةً أذكر بأن نتيجة مقعدى الفردى ( الفئات والعمال ) ستجرى بشأنهم إعادة خلال هذا الاسبوع .. أما نتيجة القوائم فقد أتت على النحو التالى : 3 مقاعد للحرية والعدالة و3 مقاعد لحزب النور ومقعد للثورة مستمرة ومقعد للوفد . مروراً بتلك التجربة أسجل الآتى : - إستحق حزبى الحرية والعدالة والنور المقاعد التى حصلا عليها بعد جهدهم الدؤوب فى شوارع مدن وقرى المرحلة .. بعكس كل الأحزاب الأخرى التى إكتفت بالملصقات الدعائية فقط . - وكما إستحوذ حزبى الحرية والعدالة وحزب النور على أغلب مقاعد المرحلة .. سجلا أيضاً أعلى معدلات للإنتهاكات التى حدثت أمام اللجان من توجيه للناخبين .. فقد حدث معى أنا شخصياً "كم" رهيب من "الدفع والتوجيه" من أنصار حزب النور وحدثت معى "مرة" وحيدة من التوجية من أنصار الحرية والعدالة . - وإحقاقاً للحق لم يحدث تزوير داخل أياً من اللجان التى قمت فيها بالمراقبة على الإطلاق . - تواجد قوات الجيش كان كافى تماماً لبث نوع من الطمأنينة داخل نفوس الناخبين .. كما جاءت تعاملاتهم مع المراقبين على نحو جيد. - إستطعت دخول بعض اللجان وبعض المدارس دون إبراز التوكيل الخاص بى ولم يسألنى أحد عنه .. الأمر الذى جعلنى أتسائل: هل يوجد نقاط تعريفية لكل المراقبين بكيفية أداء عملهم أم أن المسألة تتم بشكل "ودى" ؟. - طافت السيارات الخاصة بكل تيار تحشد المواطنين من المناطق البعيدة ولم يستثنى فى ذلك أى مرشح .. حتى المرشحين المستقلين . - لم يسمح لى مسئولى الجيش بحضور الفرز "بحجة" أنه يسمح بتواجد 3 أفراد فقط من كل مركز حقوقى بداخل قاعة الفرز . - سعدت بشدة بالمقعد الذى حصلت عليه قائمة الثورة مستمرة التى لم يتوفر لها أى إمكانيات دعائية على الإطلاق تقريباً .. لدرجة ان أغلب المواطنين لم يعلموا أن هناك قائمة للثورة مستمرة بالأساس إلا قبل موعد الإنتخابات بأيام .. وعلى الرغم من ذلك فقد كان كافياً ليتشكل لدى العديد من المواطنين وعى عام تجاه هذه القائمة بدون أى دعاية أو مؤتمرات انتخابية لها .. حتى أن والدتى فاجأتنى بإعطاء صوتها للثورة مستمرة وهى التى كانت على قرار بإعطائه لقائمة حزب النور قبل يومين فقط من بدء الإنتخابات . - تفاجأت بمقعد حزب الوفد كأغلب من أعرفهم .. فلم أتوقع للحظه أن تحصل قائمة الوفد على مقعد .. لسببين .. أولهم أنى لم أكن على علم أن للوفد قائمة إلا من خلال ورقة القوائم داخل اللجنه الإنتخابية الخاصة بى .. ثانيهما .. أنى إعتقدت أن أعضاء حزب الوفد بالدائرة فعلوا مثلما فعل والدى .. الذى خرج من الحزب منذ سنوات بعد موالاته للنظام وتخبطه السياسى . - إقبال الناخبين لم يكن على المستوى المنتظر وأتصور مبدئياً أنه لم يتخطى ال 60 % .. منهم كثيرون حضروا فقط بسبب الغرامة المالية بدليل سؤال الكثيرون عنها امام اللجان الانتخابية . - اقبال النساء على اللجان فاق توقعاتى .. ففى بعض اللجان كنت ارى طوابير من النساء ولا ارى احداً فى لجان الرجال . - حصول حزب النور على المقعد الثالث فى القوائم جاء لأنه أعلى "البواقى" فى الاصوات . - برغم الإنتهاكات الصارخة لم أجد فرداً واحداً من أنصار أى تيار لديه شجاعة الإعتراف بحدوثها .. وهذا ما أحزننى .. لأن هذا الأمر جدير بأن يفتح الباب لإستبداد من نوع جديد . هذه شهادتى عن وقائع إنتخابات مجلس الشعب المرحلة الثالثة ( دكرنس – شربين – محلة دمنه ).. والله على ما اقوله شهيد .. أقولها وأعلم مسبقاً رد فعل البعض إزاء هذه الشهادة .. ولكن يظل الحق فوق الجميع .