خضع لجراحة في القلب يوم الخميس الماضي في نيويورك وهي ليست الجراحة الأولي، بل الثانية وبعد إجرائها عبر عن نيته استئناف نشاطاته. وكان كلينتون الرئيس الثاني والأربعون للولايات المتحدة ولولايتين استمرتا من 1993 إلي 2001، قد خضع لعملية زرع أربعة شرايين في القلب في سبتمبر 2004، مما ألقي بظلاله علي حياته فيما بعد، إذ غير كلينتون عاداته وتخلي خصوصا عن شطائر الهمبورجر المفضلة لديه ليتبع نظاما غذائيا صحيا، إلا أنه لم يخفف من نشاطاته. ومن الواضح أن العملية الجراحية التي خضع لها الرئيس الأسبق قد قوضت أجندة زوجته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي ألغت خططها متوجهة إلي نيويورك للبقاء إلي جانب زوجها، كما أنها أرجأت زيارتها التي كانت مقررة في نهاية الأسبوع الجاري إلي قطر والسعودية ليوم واحد لحين الاطمئنان علي صحة زوجها. وكان الرئيس باراك أوباما قد اتصل ببيل كلينتون وتمني له الشفاء العاجل، بينما أكد ناطق باسم جورج بوش الذي كلفه أوباما التعاون مع كلينتون لتنسيق المساعدات لهاييتي بعد الزلزال، أن الرئيس الأسبق تحدث إلي شيلسي كلينتون وشعر بالارتياح بعدما علم أن زوجها في صحة جيدة ومعنوياته مرتفعة. ويقوم بيل كلينتون بنشاط مكثف علي رأس مؤسسة تحمل اسمه ويقع مقرها في مكان قريب من جامعة كولومبيا شمال غرب مانهاتن، ومنذ أن غادر البيت الأبيض في 2001 زار كلينتون عددا كبيرا من دول العالم لإلقاء محاضرات لقاء مبالغ كبيرة من المال ومضاعفة المبادرات الدولية في إطار «المبادرة الشاملة لكلينتون» وهو منتدي سنوي ينظم في نيويورك بالتزامن مع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأبرمت مؤسسته اتفاقات مع شركات لصناعة الأدوية من أجل خفض نفقات التحاليل الطبية والأدوية خصوصا في إطار معالجة الملاريا والإيدز في الدول النامية. والرجل المعروف بقدرته علي تجاوز كل أنواع الصعوبات، يتمتع اليوم بحضور قوي علي الساحة الدولية يعادل حضور زوجته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وعلي غرار الرئيس الأسبق جيمي كارتر الذي منح جائزة نوبل للسلام في 2002، يحاول بيل كلينتون «63 عامًا» الاستفادة من صورته من أجل الدفاع عن قضايا إنسانية كبري، حيث ذهب كلينتون مؤخرًا إلي بيونج يانج ليتدخل ينجاح لدي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أيل للإفراج عن صحفيتين أمريكيتين أعتقلتا بتهمة الدخول بطريقة غير مشروعة، كما زار كلينتون هاييتي أفقر دولة في الأمريكتين وهو مدافع بشدة عن قضيتها. وكان الرئيس السابق قد قدم نفسه «كصانع للسلام» إذ أكد الأمريكتين أنه يشعر بالفخر بإبرام اتفاقات أوسلو التي سمح بتوقيع واشنطن عليها بالأحرف الأولي في 1993 بمصافحة تاريخية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي حينذاك إسحق رابين والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، لكنه شهد فشلا عند مقتل 18 جنديًا أمريكيا خلال عملية إعادة الأمل للصومال في 1992، والتطورات التي تلتها. وعندما عين الرئيس باراك أوباما زوجة كلينتون وزيرة للخارجية، عبر كثيرون عن تخوفهم من تضارب بين الشخصيتين السياسيتين المهمتين، لكن هذا لم يحدث إذ نجح بيل كلينتون في العثور علي مكان له وتحويل نجاحاته إلي نجاحات لزوجته أيضا.