عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، صدر الكتاب رقم 100 في سلسلة (إصدارات خاصة)، بعنوان «دولة السلطان جذور التسلط والاستبداد في التجربة الإسلامية»، للدكتور أحمد محمد سالم، أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية الآداب جامعة طنطا. يتناول الكتاب، الذي يقع في 240 صفحة من القطع الصغير، موضوع «الاستبداد» بإعتباره أحد المعوقات الرئيسية أو الأساسية التي اعترضت تاريخنا العربي الإسلامي لإحداث أي نهضة أو تنمية حقيقية في أي مشروع حضاري، وأجهضت تقدمه وتطوره وازدهاره، وإذا كانت المعوقات الحضارية والتاريخية والمعرفية أكثر من أن تحصى، لكن يظل "الإستبداد" هو أبرزها الذي ضرب بسهامه جسد أمتنا فأنهكها وحاد بها عن وجهتها فتراجع دورها على مدار عقود طويلة، تم التكريس فيها لأنماط من العنف والعسف والتسلط. وإذا كان "الاستبداد" له أشكال متعددة ومتباينة في مجالات مختلفة، فإن «الاستبداد السياسي» يظل أهم أشكال الاستبداد على الإطلاق، وإن أي معالجة لقضية الاستبداد ستظل منقوصة ما لم يتم البحث عن جذور هذا الاستبداد في تاريخنا القديم. يقدم الكتاب رؤية علمية رصينة لهذه الإشكالية، وتنقب عن جذورها، وتقدم استشرافا لمستقبل خال من الاستبداد ومن صنّاعه وممن يألفون العيش في ظلاله، من خلال الاشتغال على مدونة «الآداب السلطانية» في التراث العربي الإسلامي، محاولا الكشف عن الداعي التاريخي لحضور هذه الآداب السلطانية داخل الحقل التداولي لثقافتنا العربية والإسلامية من ناحية، ودور هذه الآداب في صياغة شأن التدبير السياسي في الإسلام، والآثار التي ترتبت على ترسيخ الآداب السلطانية كأيديولوجيا للتنظيم السياسي في الإسلام من ناحية أخرى. يقع الكتاب في مقدمة وفصلين وخاتمة، حيث يمثل الفصل الأول مهادا تاريخيا لدراسة الخلفية السوسيو تاريخية للموضوع في التراث الإسلامي، أما الفصل الثاني فخصص لدراسة جذور العلاقات الاستبدادية وأشكالها، وخاتمة تجمع أهم النتائج التي توصل إليها البحث. مؤلف الكتاب الدكتور أحمد محمد سالم، أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية الآداب جامعة طنطا، له مجموعة من المؤلفات التي تتبع فيها جذور الفكر الإصلاحي والدعوة إلى الدولة المدنية والنهضة الحضارية، ومعالجة إشكالية التراث والمعاصرة لدى عدد من أهم مفكري النهضة. وأولى مشروع الشيخ أمين الخولي الفكري وخطابه التجديدي عناية خاصة، واشتغل على نصوصه التأسيسة المهمة.. أخرج عددا من الكتب اللافتة، منها «الإسلام العقلاني تجديد الفكر الديني عند أمين الخولي» 2008، و«نقد الفقهاء لعلم الكلام.. بين حراسة العقيدة وحركة التاريخ» 2008، و«إشكالية التراث في الفكر العربي المعاصر دراسة نقدية مقارنة بين حسن حنفي ومحمد عابد الجابري»، و«العقل والدين من الخطاب الاصلاحي إلى الخطاب العلماني» 2010، وكتابه المهم «المرأة في الفكر العربي الحديث قراء في معارك عصر التنوير» 2001، عدا مقالاته ودراساته المنشورة في العديد من الدوريات المتخصصة.