حالة من الصدمة والدهشة مما وصفوه بالإمعان في التحدي والاستفزاز هو ما سيطر على الأحزاب السياسية عقب تكليف المجلس العسكري للدكتور كمال الجنزوري لتشكيل الوزارة الجديدة، ولازال الموقف كما هو "معتصمون في التحرير حتى يستجيب المجلس لاختيارات الثوار". "تحدي واستفزاز من المجلس العسكري غير طبيعي وغير منطقي وغير لائق" هو ما وصف به محمد سامي – رئيس حزب الكرامة – تكليف الدكتور كمال الجنزوري بتشكيل الوزارة مؤكدا على رفض الحزب التام لهذا الاختيار واصفا اصرار المجلس العسكري على عدم اختيار شخصية يتوافق عليها الميدان باصطناع مشكلة بدون معنى، مضيف أنه مصدوم من اختيار الجنزوري وأن الاستمرار في التحرير جزء من حل الأزمة وأن الحزب مستمر في الاعتصام. "الجنزوري واحد من أعمدة النظام السابق وأحد أبناء مدرسته يحمل نفس أفكاره ورؤاه وتصوراته" هكذا عبر أبو العلا ماضي – رئيس حزب الوسط – عن رفض الحزب لاختيارا لجنزوري كرئيس للوزراء مشيرا إلى أن الحزب استقبل الخبر ببالغ الدهشة. دكتور عماد جاد-عضو الهيئة العليا لحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي- أكد أن المجلس العسكري يستفز الميدان ويصرعلي تجاهل الثورة والأسماء الوطنية التي تم طرحها كالبرادعي وأبو الفتوح وحسام عيسي ويقوم بتغيير الاشخاص وليس السياسات. جاد أضاف أنه لافرق بين شرف والجنزوري قائلا :كلاهما حزب وطني وكانوا أعضاء بلجنة سياساته ، والجنزوري جزء من النظام القديم ورفضي له لا علاقة له بكبر سنه وإنما اتجاهاته وأفكاره السياسية متسائلا كيف نأتي برئيس لحكومة الثورة كل وزرائه في الحكومة القديمة في السجن أمثال صفوت الشريف وحبيب العادلي وبطرس غالي؟! عضو الهيئة العليا للمصري الاجتماعي لفت ان المجلس العسكري مصر علي طريقته التقليدية التي كان يستخدمها النظام القديم من حيث البطء والتآمر واللف والدوران فمازال يبحث في نطاق نخبة مبارك لتعيينهم في الحكومة ،جاد أشار إلي زيادة الاحتقان بالميدان بعد اختيار الجنزوري مضيفا : التحرك البطيء أطاح بمبارك وصعد الموقف و المجلس العسكري يسير علي خطا مبارك. عبد المنعم إمام – عضو المكتب السياسي لحزب العدل – علق بقوله : وكأن المجلس العسكري يشترط أن يكون رئيس الوزراء من خدم مبارك وكأن مصر قد خلت ممن لم يخدم في النظام السابق ، مشيرا إلى أنه يجب على المجلس الاستجابة لاختيار الثوار في ميدان التحرير مؤكدا أن الحزب مستمر في الاعتصام. وأعرب الحزب الناصري عن رفضه للجنزوري حيث وصفه بأنه أحد دعائم نظام مبارك والثورة تريد من يمثلها بأفكارها الثورية لا شخصا ينمتي للنظام القديم تقليديا حتى لو لم يكن ملوثا ، وأكد الحزب على استمراره بميدان التحرير.