هل أنغام ستغني على وقع طلقات الرصاص؟ الكل كان يسأل صمتا وعلانية السؤال نفسه، بارتباك يظهرون تذاكرهم لأفراد الأمن المتجهمين تماما هذه المرة أمام المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية في الثامنة من مساء أول من أمس الأحد، حيث كان ميدان التحرير مشتعلا على بعد خطوات فقط من دار الأوبرا، إنه حفل ختام الدورة العشرين لمهرجان الموسيقى العربية الذي أحيته "أنغام" بعد أن كان مقررا أن تحيي حفلا ضمن وقائع المهرجان يوم الجمعة الماضي، ولكنه تأجل خوفا من حدوث اشتباكات في مليونية استرداد السلطة، ليقع حظه في يوم أكثر دموية. حضرت "أنغام" والتزمت بموعدها وشكرت جمهورها على الحضور وسط كل ما يحدث قائلة: "شكرا إنكوا اهتميتوا تسمعوني وسط كل اللي بيحصل في البلد"، حيث بدأت فقرتها في الثامنة والنصف بعد فقرة التكريمات، واستمرت تغني لأكثر من ساعتين، وقدمت ما يزيد على 16 أغنية، من بينها "سيدى وصالك وإلا أنا، وشنطة سفر، وواحدة بتحبك، ونفسي أحبك"، وغنت أيضا لنجاة وعبد الحليم وأم كلثوم، وأهدت الثوار أغنيتها "يناير"، الجمهور تفاعل تماما عندما نطقت: "شيلتو عن عينا الستاير، والسنة صبحت يناير". جانب من الجمهور كان يفكر هل ستصيح صاحبة "في الركن البعيد الهادي" بعد أيام قليلة: "السنة صبحت نوفمبر"، خصوصا أن الكل كان يتبادل أخبار الميدان الذي يتوافد عليه المعتصمون مرددين بقوة: "يسقط يسقط حكم العسكر"، لم تترك لهم أنغام فرصة للشرود طويلا، حيث فاجأتهم بغناء تتر "العائلةط، المسلسل المهم الذي كتبه "وحيد حامد" وعرض عام 1994، وهي الأغنية التي كانت تغيب دوما عن حفلات أنغام، لكنها أخيرا وجدت لها مكانا، سبق الحفل تكريم الفائزين في مسابقة المهرجان، وكذلك تكريم الموسيقار "سليم سحاب" الذي كان من المفترض تكريمه في الافتتاح، ولكنه اعتذر لوجوده خارج القاهرة، حضر الحفل الموسيقار "محمد علي سليمان" - والد المطربة - والدكتور "يحيى الجمل" - نائب رئيس مجلس الوزراء السابق.