يبدو أن تركيا في عهد رجب طيب اردوجان اصبحت رقما صعبا في كل المجالات الحياتية سواء السياسية ، او الاقتصادية بكافة انواعها ،وكذلك الصحية ،وجدت تركيا حلولا كثيرة لكافة مشاكلها ،على مدار دورتين في الحكومة لحزب العدالة والتنمية التركي ،تحت مظلة حكم اردوجان ورفيق عمره عبد الله جول الرئيس التركي. والواضح أن حزب العدالة والتنمية التركى يساعد حكومة أردوجان على كافة الأصعدة وفى كل المجالات، لانه من المستحيل، أن تقوم الحكومة التركية منفردة بكل هذه الإنجازات والتي استطاعت تركيا في خلال سنوات قصيرة ان تنتقل وبخطوات سريعة الى هذا المستوى المتألق ، فعلى سبيل المثال تتواصل معدلات البطالة في تركيا في الانخفاض ،ووفقا لمعطيات معهد الإحصائيات التركي الاخيرة ، فقد تراجعت أعداد العاطلين عن العمل في تركيا إلي مليونين و521 ألف مواطن مع انخفاض بلغ 450 ألف شخص باعتبار شهر أغسطس من العام الجاري مقارنة بالفترة ذاتها من العام المنصرم ، كما انخفضت نسبة البطالة إلي 9.2% مع تراجع قدره 2.2% ، وتراجعت معدلات البطالة في المناطق الحضرية بنسبة 2.4% لتصل إلي 11.6%، وأما في المناطق الريفية فقد انخفضت بنسبة 1.5% لتصل إلي 4.7% ، يأتى هذا التراجع فى نسب البطالة بالرغم ان عدد سكان تركيا زاد خلال عام أكثر من مليون شخص ، وفقا لمعلومات معهد الإحصائيات التركي، والذى اعلن مؤخرا زيادة تعداد سكان تركيا مليون و83 ألف نسمة ليصل إلي 72 مليونا و523 ألف نسمة من العام الجاري مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي . وبالتأكيد لابد من ان يرافق هذا الانجاز طفرة اقتصادية وتطور ادارى قوى ، ووفقا لآخر الاحصائيات فقد احتلت تركيا المركز 19 بين أكبر 20 اقتصادا علي مستوي العالم ، وتخطت تركيا بذلك العديد من الدول المتقدمة مثل النمسا والدنمارك ، فوفقا للدراسة التي أجرتها مؤسسة "براند فايننس" لتقييم العلامات التجارية العالمية ، ارتفعت قيمة العلامة التجارية لتركيا لتصل إلي 373 مليار دولار أمريكي بزيادة قدرها 19.8 بالمائة مقارنة بعام 2010. الغريب فى الامر ان الحكومة التركية تطمح الى دخول نادى العشرة الكبار فى المجال الاقتصادى بحلول الذكري المائة لتأسيس الجمهورية التركية عام 2023, بحيث كانت الدراسة التي أعدتها مؤسسة "براند فايننس" من بين العلامات الإيجابية الدالة علي تقدم تركيا في هذا المجال ، ويرى الخبراء ان احتلال تركيا المرتبة التاسعة عشرة بين أقوي العلامات التجارية العالمية والمرتبة العاشرة علي مستوي قارة أوروبا ، يعد بكل المقاييس طفرة اقتصادية كبيرة يرجع الفضل فيها لحالة الاستقرار الاقتصادى والسياسي التى تعيشها تركيا فى عهد حكومة اردوجان ، فمن كان يتوقع ان تصبح تركيا بين أكبر 20 علامة تجارية علي مستوي العالم ، وهي بذلك تكون قد تفوقت علي العديد من الدول المتقدمة أمثال تايوان، النمسا، فنلندا وأيرلندا، وتسبقها الولاياتالمتحدةالأمريكية علي رأس جدول أقوي العلامات التجارية العالمية بقيمة قدرها 12 تريليونا و576 مليار دولار، وتلتها ألمانيا في المركز الثاني، ثم الصين، اليابان، إنجلترا، فرنسا، إيطاليا، كندا، الهند والبرازيل كأول عشر دول علي رأس القائمة التي تضم 20 دولة، وتلعب العديد من المؤشرات دورًا هامًا في ترتيب الدول الأقوى من ناحية العلامات التجارية مثل السياسات الاقتصادية، إجمالي الناتج القومي ، نسبة البطالة ، عائدات السياحة ، القدرة التنافسية، الخدمات الصحية، الى جانب إجمالي الصادرات والنظام المصرفي للدولة . على اى حال فان ماحققته تركيا فى السنوات القليلة الماضية فى عهد اردوجان وعبد الله جول ، يؤكد ان هناك تخطيطا طويل المدى يقوم به حزب العدالة والتنمية التركية ليضع تركيا فى غضون سنوات قليلة بين مصاف الدول العظمى فى كافة المجالات ، وهو ما أكدته آخر الاحصائيات ، سواء فى المجال الاقتصادى ، وانخفاض معدلات البطالة ، وبالتأكيد فالواضح ان المحور الانسانى والاهتمام بقضاياه يأتى فى المقام الاول على سلم اولويات الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية التركى ، لذلك لاتغفل الحكومة التركية يساعدها حزب العدالة والتنمية وضع الحلول للمشاكل المزمنة فى تركيا ، مثل مشكل التدخين ، حيث نشرت مؤخرا وكالة أنباء "الأناضول" عن المسؤول في وزارة الصحة سراج الدين كوم ان معدل الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين في السنتين الأخيرتين في تركيا بعد فرض حظر على التدخين بالاماكن العامة المغلقة عام2009، هو من الأعلى في العالم، وأن 2.2 مليون تركي توقفوا عن التدخين منذ فرض الحظر عليه بالأماكن المغلقة ، وأشار كوم إلى أن 400 ألف شخص تقدموا في الأشهر الثمانية الأخيرة بطلبات الى المستشفيات للخضوع للعلاج للإقلاع عن التدخين. وفى النهاية فان مايحدث فى تركيا لابد ان تتعلم منه دول الربيع العربى وبخاصة تونس التى انجزت انتخاباتها ، ومصر التى تنتظر الانتخابات فى غضون ايام ، وليبيا التى تنتظر تحديد موعد للانتخابات فى الايام المقبلة ، لنقل النموذج التركى الى دولنا العربية ، لكى ننتقل الى مرحلة جديدة بعد نجاح الثورات فى اسقاط النظم الفاسدة .