أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن أسفه للاعتداء الذي تعرض له وفد من المعارضة السورية الداخلية أمام مقر الجامعة من قبل معارضين اخرين اعتبروه متعاونا مع النظام السوري. وقال العربي في مؤتمر صحفي يوم الاربعاء 9 نوفمبر إنه التقى حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي، مضيفا أنه "حدث استخدام للعنف لا أدري سببه، ونأسف للاعتداء عليهم". وكان نحو مائة محتج سوري قد اجتمعوا أمام مقر جامعة الدول العربية في القاهرة يوم الأربعاء وألقوا بالبيض على وفد من المعارضة السورية الداخلية متهمينه بالعمل سرا لصالح الرئيس بشار الاسد، وحصلت بعض الاشتباكات بالأيدي. وكان من المقرر أن يلتقي الوفد المكون من أربعة أشخاص مع نبيل العربي. وقال أحد المحتجين: "هذه المعارضة كاذبة مئة بالمئة، انها تريد حوارا من أجل النظام وبقاءه". وأضاف "ألقينا بالبيض على هؤلاء الخونة وابتعدوا.. نحن لا نريد مفاوضات مع النظام السوري، نحن نطالب باسقاط النظام". وتمكن فقط حسن عبد العظيم من الوفد السوري الإفلات من المعتصمين السوريين أمام مقر الجامعة العربية ونجح في الدخول لمقابلة العربي، بينما اضطر باقي أعضاء الوفد، بما فيهم الناشط هيثم مناع للإنصراف بعد أن تعرضوا للرشق بالبيض والطماطم. وأكد العربي خلال المؤتمر أن "الجامعة العربية تلتقي كل المعارضين السوريين من الداخل والخارج، وسبق أن التقيت أكثر من مرة بممثلي المجلس الوطني السوري". وردا على سؤال حول الطريقة التي تم على أساسها اختيار اعضاء وفد المعارضة، وخاصة أن المعتصمين السوريين أمام الجامعة العربية يتهمون الوفد بأنه ينسق مع النظام السوري، قال العربي: "من حقهم أن يقولوا أي شيء، وكذلك حسن عبد العظيم شخصية سورية لها تاريخ طويل ومن حقه أن يلتقينا". وقال أن "خطة العمل العربية تقضي بأن تتخذ خطوات عدة"، وانه على إتصال مع دمشق ومع المعارضة وعدد كبير من الدول العربية، حيث إتصل به اليوم عدد كبير من وزراء الخارجية العرب، وسيتم خلال اجتماع السبت المقبل تقييم الموقف من جميع الوجوه، ومن خلال المتوفر لدى الجامعة العربية من المعلومات، واللقاءات مع المعارضة السورية لهذا الغرض. وبالنسبة إلى احتمال تجميد عضوية سورية، قال إن "أي اقتراح تتقدم به دولة سيتم طرحه على المجلس الوزاري". كما تطرق نبيل العربي الى مطالبة وزير الخارجية السوري الجامعة العربية بالرد على الجانب الأمريكي المحرض على عدم تسليم المسلحين انفسهم، قائلا ان "الرسالة من الجانب السوري تفيد بأنهم كانوا يتوقعون أن ترد الجامعة العربية على تصريح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية الذي يدعو المسلحين السوريين إلى عدم تسليم أسلحتهم، ولكن الولاياتالمتحدة ليست عضوا في الجامعة العربية وليس لنا شأن بها، ونحن ناشدنا كل الأطراف أن تعطي فرصة للمبادرة العربية". حسن عبد العظيم قال "المعارضة العاملة في الداخل ترفض التدخل العسكري في سورية ولكنها تؤيد إسقاط النظامبدوره أكد المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني للمعارضة السورية في الداخل حسن عبد العظيم أن "الهيئة التي تعمل في الداخل السوري ترفض التدخل الأجنبي العسكري، ولكنها تؤيد إسقاط النظام السوري بكل مرتكزاته وإنهاء الاستبداد". وطالب حسن عبد العظيم، عقب لقاءه العربي الجامعة العربية بإرسال مراقبين عرب وكذلك دوليين الى سورية، مؤكدا أن "الثورة السورية ثورة سلمية". ورفض عبد العظيم إتهامات بعض اطراف المعارضة السورية لوفده بأنه يمثل معارضة مهادنة للنظام ، واصفا إتهاماتها بالهراء، مبررا الاعتداء على اعضاء وفد المعارضة الداخلية "لأنهم يرفضون التدخل الأجنبي". وقال"طلبنا من الجامعة العربية ألا تعطي مهلة جديدة للنظام يضاعف فيها القمع والقتل، وإنما يجب أن توفر آليات عمل للحماية من القتل والقمع والاعتقال والتعذيب من خلال إرسال مراقبين عرب ودوليين وفتح المجال لمنظمات حقوقية وإنسانية ووسائل الإعلام العربية والدولية لتزور سورية لتعرف أن هذه الثورة سلمية وأن ما يرتكب من قتل لن يكسر الشعب السوري". وعبر عبد العظيم عن موقفه حيال الدعوة إلى تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية قائلا: "قبل التجميد نريد من الجامعة العربية أن تمارس دورها، وقبل مجيئي للأمين العام التقيت بعشرة سفراء، وحتى الصين وروسيا تطالبان بالتمسك بمبادرة الجامعة العربية، لكن هذه المبادرة إن لم تقترن بوسائل حماية للثورة والشباب سوف تكون خطرا على الثورة". وأضاف "إننا نعمل بمسؤولية وطنية عالية لحماية الثورة والشباب، ونريد أن يتأكد المراقبون والإعلام أنها ثورة سلمية وتوفير وسائل الحماية لها دون أن يصل الأمر إلى حد التدخل العسكري الأجنبي". وأكد "نحن معارضة وطنية تريد إنتاج نظام وطني ديمقراطي يضم كل طوائف المجتمع السوري، ونرفض الإقصاء، والبعض يريد إقصائنا لأننا نرفض التدخل الأجنبي".