كانت تجربة انتخابات قصر العيني تجربة راقية وشفافة من أول صناديق الانتخابات الزجاجية الى صفحة الفيسبوك التي تم انشاؤها خاصة لهذه المهمة, مهمة اختيار أول عميد لقصر العيني بعد عقود طويلة من تعيينات أمن الدولة. حتى النفوس باتت شفافة وكدت أراها داخل كل عضو من هذا الجمع الحاشد الذي جاء ليدلي بصوته لصالح الكلية والتي أصبح يشعر أنها ملكه و أنها عادت اليه, عقبالك يا مصر. هل حقيقة نحن في مصر؟ فرحة اللمة واللقاء جمعتنا كلنا في جو أسري فيه عدالة ودفء ,لم نلتق منذ زمن طويل حتى أبناء الدفعة الواحدة, فرحنا ببعض و تعرفنا علي بعضنا واختلطت أقسام الكلية التي عاشت منعزلة لسنين طويلة امتزجت في كيان واحد وبيت واحد لأسرة واحدة هي أسرة قصر العيني. اعطني عدلا أعطيك نظاما و انضباطا و سلاما. انبهرنا بالنظام و الانضباط فالطلاب المتطوعون يوجهون الأساتذة الي الصناديق المختلفة كل حسب وظيفته و الأساتذة ينصاعون و يطيعون بفرحة وود و انضباط وكل يبرز تحقيق شخصيته بسهولة و ترحاب. هل تصدقون أم كان حلما جميلأ؟ و اللجنة التي انتخبناها للاشراف علي انتخابات العميد كانت العقل المدبر واليد المنفذة لكل ما هو جميل و صادق و شفاف و قمنا بتسميتهم فريق الأحلام لأنه حقق حلما طال انتظاره. و أكاد أجزم أنه لو طلبت مساعدتهم احدي الجامعات الأخري فلن يتأخروا. صفحة الفيسبوك لاقت بعض الصعوبات في البداية فالأستاذ لم يعتد أن يحاوره و يناقشه المعيد و مع الوقت كانت الصفحة عرسا للديمقراطية و الحرية و الشفافية. الرقي الذي امتاز به جميع المرشحون و رحابة الصدر وقت الخسارة جعلتنا لا نشعر بأي خسارة فالكل كسبان. حتي المناظرة اختبرناها و جربناها وأتذكر يوم المناظرة التي تمت قبل انتخابات الاعادة بين أكثر مرشحين حصدا للأصوات أتذكر عندما انطلق صوت منظم الندوة محذرا أحد الأساتذة المرشحين بعدم الاجابة لأنه رأي أن ذلك من شأنه تنظيم الجلسة و التزم الجميع و عرفنا معني سيادة القانون فوق الجميع و بدون استثناء ,القانون الذي طالما أطل علينا وقت البطش ونكس رأسه عند مطالبة الضعيف بحقه. في يوم الاعادة صافح الأستاذان الفاضلان بعضهما و ألقي كل منهما كلمته و قرأنا الفاتحة للشهداء الذين كان لهم الفضل في كل ذلك. طوفان من المشاعر اختلطت فيه الفرحة بالدموع و عجزت الكلمات. كانت هذه هي البداية وفقط البداية فقد فتحنا بابا لاصلاح الخراب الذي عشش في مؤسساتنا عقودا وعقود. و كلنا يري النور في نهاية النفق مريض يعالج بضمير و كرامة وارتقاء بالعلم والبحث و كرامة للطبيب و الأستاذ الجامعي و استقلالا للجامعة. يارب نجحنا فعندي يقين أنه اذا نجح قصر العيني نجحت مصركلها. انتخاباتك يا مصر, عقبالك يا مصر.