لقد كان الشعب المصرى فيما مضى لا يعبأ كثيراً بما يسمى بحقوق الإنسان وذلك إما لعدم علمه بما له من حقوق قد فرضها وأقرها القانون له. أو أنه يعلم أن له حقوق ولكن السعى على لقمة العيش من أجل أولاده أو من أجل بناء المستقبل كانت أهم عنده من هذه الكلمة البراقة ( حقوق الإنسان ) . هذا هو نتاج وحصيلة نظام مبارك الذى تعمد أن يضع الشعب فيه ما بين مطرقة الرزق وسندان الكرامة . لقد نجح هذا النظام فى أن يجعل إهتمام المواطن ينصب فقط على شيىء واحد وهو أنه كيف يكسب قوته أو كيف يبنى مستقبله . ولكن هذا النجاح كان نجاحاً مؤقتاً فلا يمكن للفكر الغبى والفكر القمعى أو الفكر الأمنى أن يستمر فى نجاحه إلى الأبد . فقد أعتقد المخلوع أنه أدخل المواطن المصرى دوامة لن يخرج منها أبداً ، بل وسيغرق فيها ولن يستطيع أن يخرج كى يلتقط حتى أنفاسه . وكان هذا هو الجواد الخاسر الذى راهن عليه هذا المخلوع ولم يكن يعلم أو حتى يتوقع أنه سيهوى من على هذا الجواد وأنه سيأخذه إلى هاوية سحيقة هو الآن الذى لا ولن يستطيع أن يخرج منها أبداً . فقد كان عنيداً . مغروراً . مكابراً . يكره العلم . لا يهوى القرأه . لايسمع إلا صوت عقله فقط أو صوت حاشية السوء التى كانت حوله . ومن كانت هذه مواصفاته . فالنتيجة الحتمية هى سقوطه . وفشله . ونهايته . لم يكن هو ومجلس الأغبياء ( حاشيته) يتصور أن هذا الشعب كالبركان .... لا تعلم متى يستيقظ من ثباته ... ولا تعلم أين سيوجه ضرباته ... ولا تعلم مدى الدمار والهلاك الذى سيحدثه ... هذا هو الشعب المصرى .... صبور حليم كريم ولكن هو ما تنطبق عليه حقيقة الحكمة القائلة إتقى شر الحليم إذا غضب فهذا الشعب حينما يغضب لا يرحم يدمر يجتاح كل ما أمامه من صعاب وهذا مع حدث مع المخلوع لقد صبر عليه هذا الشعب كثيراً وتحمل معانة طوال ثلاثين سنة تنوء بحملها الجبال فقد تحمل من هذا المخلوع ... بطشه وعجرفته واستهانته بكل حقوق المواطنين فسجن وعذب وقتل وشرد وزوّر وخالف القانون وهتك الحرمات وتلاعب بمقدرات الشعب وسرق ثرواته وسكت عن الفساد بل وحماه وحصنه وكان التزوير فى آخر إنتخابات تمت فى عهده على عينك يا تاجر . وكانت القشة التى قصمت ظهره هى إستهجانه على القوى السياسية المعارضة فى مجلس الشعب عند إفتتاح الدورة البرلمانية الأخيرة حينما قال ( خليهم يتسلوا ) . أرأيت أيها المخلوع كم كانت التسلية مفيدة وحازمة وقاصمة فقد قصمت ظهرك. وأوقعت نظامك وفتكت به وحطمته وكسرته حتى أصبح أشلاء صغيرة تذوّرها الرياح . لقد قام الشعب من غفوته ونهض من ثباته وتخلص من مخاوفه التى حاول هذا المخلوع زرعها داخل سويداء قلب كل مواطن لكن زرعته قد خابت ولم تثمر ولم تنضج بل تهاوت وماتت معلقة على أرجل الحرية والكرامة . نعم أسقط هذا الشعب رأس الأفعى ولم يتبقى سوى سحقها هى وزيولها من الفلول الذين يبدو أنهم لم يتستوعبوا حقيقة الأمر بعد والذين ظنوا أن الشعب عاد إلى هدوئه وإستكان مرة أخرى ولا أدرى متى تستوعب تلك العقول المتحجرة والمتسفسطة حقيقة الأمر إن أى نكأ للجرح يزيده ألماً وثورة وفوراناً. لقد أعلن هذا الشعب أن كل حقوقه سوف يحصل عليها كاملة مهما كان الثمن ولن يقبل أى مماطلة فى إستراد هذه الحقوق . ولن يسمح مرة أخرى أن تمس كرامته أو أن يتلاعب أى فصيل بمقدراته . نعم لقد خرج الشعب يعلنها على الملأ .... لا لحكم العسكر لا لقانون الطوارىء لا لقانون الإنتخابات لا للتعجيل بالإنتخابات حتى يأخذ كل حزب فرصته الحقيقية فى المنافسة الشريفة على مقاعد البرلمان لا لعودة فلول النظام مرة أخرى هذا هو الشعب الذى ظن البعض أنه قد عاد مرة أخرى إلى ثباته وسكونه عاد مرة أخرى لفورانه آبى ألا يستريح وينام ملىء عينيه قبل أن يحقق ما يصبو إليه وسيحققه بإذن الله تعالى وسينتصر وستنجح ثورته التى أبهرت العالم كله ولن يقبل بعد ذلك التفريط بأى حق من حقوقه أو المساس بكرامته حقاً لقد آن أوان الكرامة