نشرت صحيفة "ذي صنداي تايمز" البريطانية مقالا لمراسليها هيو ماكلويد واناسوفي فلاماند تناول الاوضاع في سوريا وخاصة بين المقاتلين السوريين، وكيف قال احدهم "لن يقبض علينا احياء"، وعلقت على ذلك ان القوات الثائرة تدرك ما ينتظر افرادها بعد ان اداروا ظهر المجن لنظام بشار الاسد. وقالت الصحيفة ان "مجموعة صغيرة من الرجال يرتدون ازياء الجيش الذي انشقوا عنه اندفعوا تحت جنح الظلام عبر الحدود من لبنان عائدين الى سوريا وهم يحاولون التخفي عن الجنود الذين كانوا في وقت سابق جزءا منهم". وحمل كل رجل بندقية كلاشينكوف وقنبلة يدوية واحدة لاستخدامها عند الحاجة. وقال احد المقاتلين: "لن يقبض علينا احياء"، وكان على ثقة من التعذيب الذي ينتظر الجنود السوريين الذين يوجهون بنادقهم ضد نظام بشار الاسد، "فاذا واجهونا، فاننا سنقتل انفسنا ونقتلهم ايضا". اما زعيم المجموعة ويطلقون عليه اسم "مصعب"، فانه لم يحمل الا مدفعا لاطلاق قذيفة صاروخية من طراز "أر بي جيه" حصلت عليه وحدته التي تنتمي الى جيش سوريا الحرة. والقوة المقاتلة الوليدة التي تتشكل من منشقين ومتطوعين تطالب بالسلاح، وهم يسعون الى تكرار ما انجزه ثوار ليبيا والاطاحة بدكتاتورية عائلة الاسد التي دامت 41 عاما. وقال مصعب ان مهمتهم كانت تقضي "بنقل تجهيزت طبية الى سوريا وتهريب احد المدنيين الجرحى الى لبنان". وقال يصف اخر الاشتباكات بين قوات الاسد والثوار "لقد تمكنوا من التعرف على مكان وجودنا واطلقوا النار علينا بكل ما لديهم من السلاح. "حاولت ان احمي رجالي حتى يتمكنوا من العودة، الا ان قذيفة (آر بي جيه) لم تنطلق. وحاولت للمرة الثانية ولم تنطلق ومرة ثالثة ولم تنطلق ايضا". وبعد اربع ساعات من النيران الكثيفة والقنابل المتفجرة حوله، بعث مصعب برسالة لاسلكية الى قائده عبر الحدود مطالبا بمساعدته للخروج من هذه المحنة. وكان المقاتلون يدركون انه نظرا لعدم توفر الذخيرة والاسلحة الثقيلة او حتى التواصل بين القيادة والسيطرة ان كل مهمة قد تكون الاخيرة في مهماتهم. قال قائد مصعب وتطلق عليه وحدته التي تضم 150 رجلا اسم "قتيبة"، ان "استراتيجيتنا ان نقاتل حرب عصابات ضد قوات الاسد، فقد شكلنا جيش سوريا الحرة لحماية المحتجين حتى يحققوا هدفهم بالاطاحة بهذا النظام". ويكمن قتيبة ورجاله في مساكن آمنة في الشمال اللبناني ولاول وهلة يبدون كعصابة مهلهة من الجنود العاطلين عن العمل يقتاتون على الخبز والمعكرونة في اكثر المناطق اللبنانية النائية فقرا. وفيما كانوا يحتفلون بمقتل العقيد معمر القذافي ويرفعون اياديهم باشارة النصر امام كاميرات التلفزيون، فانهم كانوا يصرون على أن على العالم ان ينتبه الان اليهم، ويطالبون الغرب بفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا وتزويدهم بالاسلحة والدعم. وقال قتيبة: "كلما ازداد ما لدينا من الاسلحة كلما حققنا المزيد من التقدم. وندعو المجتمع الدولي، سواء الاتحاد الاوروبي او الجامعة العربية توفير الاسلحة والذخيرة. واذ حصلنا على منطقة حظر للطيران فان جيش النظام سينهار سريعا. فهو جيش يخدم شخصا او عائلة وليس بلدا ومواطنيها". اما ابو علي، وهو قائد وحدة ثائرة هاجمت قافلة للجنود الموالين للنظام وهي في طريقها الى القصير قرب الحدود اللبنانية الاسبوع الماضي، فقال بمرارة "كيف يمكننا ان ننال حريتنا من دون ذخيرة؟"