وسط حضور جماهيري كبير احتشد بمسجد الرحمن معقل الجماعة الإسلامية بأسوان لرؤية عبود الزمر، أحد أشهر سجناء الجماعة الإسلامية بمصر فى ختام زيارته لاسوان التى استغرقت يومين على هامش انعقاد المؤتمر التأسيسي الأول لحزب البناء والتنمية الجناح السياسي للجماعة الإسلامية. عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الاسلامية، دار حوار بينه وبين افراد الجماعة الاسلامية أكد خلاله أن العلمانيين اتخذوا الجماعة الاسلامية فزاعة لترهيب الناس من مدخل تطبيق الحد والشريعة الاسلامية بعد ان روجوا لفكرة قطع الأيدى لمن يخالفهم فى الرأى والفكر وذلك لإفساح المجال لهم فى الحياة السياسية والعامة وأكد الزمر أنه منذ عهد الرسول صلى الله علية وسلم والخلفاء الراشدين طوال الاعوام 30 الأولى لم يقطع سوى أيادى 6 اشخاص، معتبرا أن الحدود لو طبقت فى عهد مبارك ما وجدنا تضخم ثروات رجال النظام التى يحاكموا عليها اليوم. واتهم الزمر النظام السابق الذى كان يقوده مبارك ونجله بتجويع الشعب المصرى من أجل مصالحه. ولم يتردد الزمر فى الرد على سؤال أحد الحاضريين عن اتهامه في واقعة اغتيال الرئيس السابق السادات على خلفية أحداث المنصة الشهيرة، قائلا ان هذا السؤال دائما ما يواجهنى بسبب الثقافة السائدة لدى الناس فى تقييم الأنظمة والحكومات حيث أن كثير من الناس ترحمت على ايام السادات بعد أيام مبارك. مضيفا: "لم أشارك فعليا فى حادث المنصة ولم اوافق على اغتيال السادات لكن كانت قضيتنا الكبرى هى تطبيق الشريعة الإسلامية والاعداد لانقلاب ثورى عام 84 للإطاحة بنظام الحكم". وطالب الزمر الجماهير بنصرة الشريعة خلال الانتخابات البرلمانية القادمة التى تستوجب تواجدنا على الساحة السياسية دون انفراد التيارات العلمانية بها. وعن موقف الجماعة الإسلامية فى اختيار الرئيس القادم لمصر، أشار إلى أن هناك شخص نؤيده من بين المرشحين ولكن بالإعلان عنه سيلزمنى شرعا الوقوف على الملأ لتأييده ونصرته. وقال الزمر أن كل الناس ستذهب للرئيس القادم لتهنأته على الوصول للرئاسة ولكن سأذهب انا لتقديم واجب العزاء له لأن التركة ثقيلة والمسئولية ضخمة. وفي ختام زيارته لأسوان، عقد الزمر مؤتمرا موسعا بمدينة "كوم امبو" أكد خلالها أن استمرار حبس عمر عبد الرحمن بالولايات المتحدةالأمريكية كانت مسألة أمن قومي للولايات المتحدة وللنظام المصرى السابق. و شن فيه هجوم عنيف على ماوصفه بالإعلام المضلل الذي دأب على مدى عقود على تشويه سمعة وصورة الجماعة الإسلامية ومجاملة النظام البائد. وقال عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية خلال المؤتمر، أن لجنة شئون الأحزاب رفضت الموافقة على الحزب السياسي الخاص بالجماعة الإسلامية لمجرد تأكدها من إصرار الحزب على تطبيق الشريعة الإسلامية "وكأننا سنأتى بحزب مفصل على غير أهوائهم"، مشيرا إلى أن الجماعة الإسلامية لم تيأس حتى صدر قرار من محكمة الادارية العليا بخروج البناء والتنمية إلى النور.