أكدت جماعة الإخوان المسلمين أن الانتخابات يجب أن تشكل بيئةً مناسبةً لرفع مستوى الثقة المتبادلة، وهذا ما يمكن تحقيقه، من خلال وضع ميثاق شرف يشكل أساسًا للدعاية الانتخابية؛ بحيث تكون الانتخابات ساحةً لطرح المبادرات والرؤى والسياسات التي تهدف لإصلاح أوضاع البلاد، وتتباعد عن التجريح والدعاية الهدامة. وأشارت الجماعة في رسالتها الأسبوعية إلى أنه مع بدء عجلة الانتخابات في الدوران، توضح الممارسات الحزبية أن تجربة التعددية الحزبية في عهد الثورة لا تزال تحتاج المزيد من الجهد؛ لتحقيق الإصلاح السياسي الشامل، ونقل البلاد إلى مرحلة الاستقرار والتنمية. وأضافت تجربة التحالفات السياسية أثبتت تواضع العمل المشترك، وهذا ما يعد أمرًا طبيعيًّا في المرحلة الحالية، ولكنه بالنظر لتحديات المرحلة المقبلة لا بد من النظر باهتمام لبلورة علاقات مستقرة وواضحة فيما بين الأحزاب السياسية. وقالت الجماعة في رسالتها أن لقاء المرشد العام للإخوان المسلمين مع مجموعة من الشباب والشابات المسلمين والمسيحيين، وفي هذا التوقيت، جاء ليمثل معلمًا بارزًا لسياسة الإخوان تجاه الأقباط منذ نشأة الجماعة منذ أكثر من ثمانين عامًا، والتي تمثلت في علاقة المودة والتعاون التي حدت بالإمام المؤسس حسن البنا– رحمه الله– إلى اتخاذ مستشاريْن سياسيين له من الأقباط، إضافةً إلى أن وكيله في دائرة الطور الانتخابية في سيناء إبان ترشحه لمجلس النواب عن الإسماعيلية كان مسيحيًّا، وظلت هذه العلاقة مستمرة ومطردة على مدى الزمن، ومن ثم لم تنشأ مشكلة قط بين الإخوان والأقباط، وهذه السياسة ليست سياسة مبتدعة، وإنما هي منهج الإسلام في التعامل مع أهل الكتاب في المجتمعات الإسلامية.