!ج: مش عارف! 1 - لست مع من يعيبون علي أعضاء المجلس الموقر تدني لغة الحوار فيما بينهم.. فأنا أفهم أن هذا هو مجلس الشعب.. أي أنه يمثل هذا الشعب.. تمثيلاً يفترض فيه الواقعية الشديدة والصدق الحقيقي.. وبدون أن يمثل مع إنه اسمه ممثل الشعب.. وطبقاً لهذه الحيثيات والاعتبارات المهمة.. فإنني أراها قمة الواقعية أن يسب عضو المجلس الدين لزميله.. وأن يرد عليه هذا الزميل بفرط واقعية برضه برد مشابه.. أليست هذه هي لغة الشعب؟! الذي يمثله هؤلاء الأعضاء في المجلس الموقر؟! وكل علي حسب دائرته.. وطبقاً للغة المتداولة في هذه الدائرة.. يعني أكيد لغة ممثل بولاق أو الجمالية أو السيدة.. تختلف تماماً عن لغة ممثل العجوزة أو الدقي أو المعادي.. وسيدي جابر غير السيوف.. وهكذا وهكذا.. وحفاظا علي نظام المجلس والشكل الراقي لجلساته.. أطالب أن يلتزم كل ممثل بلغة دائرته والمفردات المتداولة في شوارعه.. فما رأي السادة الأعضاء؟ موافقونموافقة «دي مش مكتوبة غلط.. هي موافقون موافقة بس لازقة في بعضها طبقاً للدكتور سرور».. وننتقل بقي لجدول الأعمال. 2 - عندما رأيت حفل تكريم المنتخب ومساندة ضحايا السيول بتوع عمرو دياب.. والتفاف نجوم المنتخب حول الهضبة للتصوير!! وشاهدت تدافع هؤلاء النجوم مع الجماهير العاديين لالتقاط الصور.. فيما عمرو دياب يحاول التصرف بلباقة مع الجميع عشان ما يصحش يزعل حد منهم.. أيقنت حينئذ أن النجومية أنواع ومستويات.. عشان كده حسن شحاتة ماحضرش.. وما اتصورش. 3 - أحد أبطال حرب أكتوبر كان قاعد علي القهوة معايا.. ودور الطاولة كان وصل لمرحلة متقدمة من الخطورة.. يا إما أنا أكسب العشرة أو هو ياخد الدور خشب.. وكله علي الرمية الجاية والزهر.. وفجأة هب واقفاً وانطلق كالسهم وأطفأ التليفزيون وهو يكاد يقلبه علي ظهره من قوة الضغطة علي زر الباور!! والتف الجالسون فيما أتي جارياً دقدق صبي القهوة.. خير يا باشمهندس؟ فيه حاجة؟ نظر إليه الباشمهندس بعيون خالية من أي تعبير.. ولكنها مليئة بالدموع.. لأ يا دقدق مافيش.. بس أنا تعبان شوية ومش عايز دوشة.. سيب التليفزيون مطفي معلش.. ونظراً لأن أغلب الموجودين عارفين الباشمهندس رفعت وبيحترموه.. ماحدش اتكلم وكله رجع للطاولة أو للدومينو أو للشيشة بشكل أوتوماتيكي.. وعندما عاد رفعت وجلس أمامي وهو متسارع الأنفاس.. ولعتله سيجارة ونظرت لعينيه.. مالك ياعم رفعت؟؟ ومحاولاً فك التنشنة.. خايف تتغلب ولا إيه؟ لم يتكلم.. وقام واقفاً وهو يرفع قميصه كاشفاً عن أثر جرح غائر في جانبه الأيمن.. كان وكأنه قضمة لوحش كبير من لحم جسده.. ثم تمت محاولة لم الجرح وتقطيبه بطريقة أبعد ما تكون عن التجميل.. أخذتني المفاجأة ومددت يدي لأنزل له القميص.. اقعد يا رفعت إهدي ياعم شوية.. جلس أمامي وعيناه تخترقان وجهي.. الأغاني اللي شغالة دي والأعلام فكرتني بالحرب.. والشظية اللي أكلت حتة من لحمي.. وصاحبي اللي دفنته في رملة سينا.. والعلم إللي سبعة ماتوا قبل ما يتغرس في أرض سينا.. وبعدين بصيت لقيته ماتش كورة وكاس!!.. حسيت جسمي نمل ومكان الجرح شد عليا وكنت عايز أكسر التليفزيون.. وبص علي سيجارته وهي في النزع الأخير.. ودموعه نزلت علي الطاولة.. واتلخبطت كل الأواشيط.. وخسرت العشرة.. ودفعت الحساب..